مدرسه فقاهت
کتابخانه مدرسه فقاهت
کتابخانه تصویری (اصلی)
کتابخانه اهل سنت
کتابخانه تصویری (اهل سنت)
ویکی فقه
ویکی پرسش
العربیة
راهنمای کتابخانه
جستجوی پیشرفته
همه کتابخانه ها
صفحهاصلی
فقه
مصادر
أصول الفقه عند الشيعة
أصول الفقه عند المذاهب السنية
الأخلاق
الأنساب ومعاجم مختلفة
تفسير أحلام
دليل المؤلفات
دواوين
ردود علماء المسلمين على الوهابية والمخالفين
طب
علوم اللغة العربية
فلسفة ، منطق ، عرفان
متفرقات
مخطوطات
من مؤلفات المستبصرين
این مجموعه با نسخه چاپی تطبیق ندارد
همهگروهها
نویسندگان
أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
مصادر التاريخ
مصادر التفسير عند السنة
مصادر التفسير عند الشيعة
مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
مصادر سيرة النبي والائمة
مصادر عقائد أهل الكتاب وردودها
مصادر فقهية مستقلة
مصطلحات ومفردات فقهية
من مصادر العقائد عند السنيين
من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية
من مصادر العقائد عند الشيعة الزيدية
همهگروهها
نویسندگان
مدرسه فقاهت
کتابخانه مدرسه فقاهت
کتابخانه تصویری (اصلی)
کتابخانه اهل سنت
کتابخانه تصویری (اهل سنت)
ویکی فقه
ویکی پرسش
فرمت PDF
شناسنامه
فهرست
««صفحهاول
«صفحهقبلی
جلد :
1
««اول
«قبلی
جلد :
1
نام کتاب :
العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع )
نویسنده :
الشيخ السبحاني
جلد :
1
صفحه :
357
المقدمة
7
الفصل الأول مناهج المعرفة في الإسلام الأصل الأول : يعتمد الإسلام في مجال المعرفة على أدوات ثلاث وهي " الحس " و " العقل " و " الوحي .
15
الأصل الثاني : دعوة الأنبياء إلى العقيدة مقرونة بالدعوة إلى العمل لأن العقيدة مجردة عن العمل ، وكذا العمل غير النابع من العقيدة ، لا ينجي الإنسان في نظر الدين .
17
الأصل الثالث : لا يجوز الاعتماد في الإسلام في أخذ العقائد والأحكام الدينية واستنباطها إلا على حجتين إلهيتين العقل والوحي .
18
الأصل الرابع : حيث إن العقل والوحي كلاهما حجتان إلهيتان ، لذلك لا يتعارضان تعارضا حقيقيا ، وكذا العقل والدين .
20
الأصل الخامس : حقائق العالم لها وجود مستقل عن تصوراتنا وأفكارنا ، و الحقيقة مقولة غير خاضعة لتفكيرنا .
21
الأصل الثامن : النظام الكوني يقوم على أساس العلة و المعلول ، و التأثير المتبادل بين الظواهر الكونية يتم بالإذن و المشيئة الإلهية .
24
الأصل التاسع : الوجود ليس مساويا للطبيعة المادية ولا مساوقا لها ، بل يشكل ما وراء الطبيعة قسما كبيرا من الوجود .
25
الأصل الثاني عشر : حيث إن العالم مخلوق لله ، وفعله تعالى كذاته هو الحق المطلق ، لذلك لا يكون فعله مجردا عن هدف و غاية ، ولم يخلق عبثا واعتباطا .
27
الإنسان في نظر الإسلام الأصل الثالث عشر : الإنسان كائن مركب من الروح والجسد ، والجسد يتلاشى بعد الموت ، ولكن الروح تبقى خالدة بإذن الله تعالى .
28
الأصل الثامن عشر : ليس لأحد من أبناء البشر كرامة على الآخرين . وليس لأحد مزية على آخر إلا بما يكتسبه من الكمالات المعنوية ، و أبرزها " التقوى " .
31
الأصل التاسع عشر : للأصول الأخلاقية جذور فطرية وثابتة وخالدة في وجود الإنسان وكيانه ، ولا تتغير على مر الزمان ، و تغير الأحوال أبدا .
32
الأصل الثاني والعشرون : لتاريخ البشر مستقبل مشرق وستكون الحاكمية على العالم في المآل للصالحين .
34
الأصل الثالث والعشرون : الإنسان يتمتع بكرامة خاصة ، فقد صار في بدء الخلق مسجودا للملائكة ، ويجب عليه حفظ هذه الكرامة و المكانة ، و عليه أن يبتعد عن كل عمل يخالف كرامته و مكانته .
35
الأصل الرابع والعشرون : لحياة الإنسان العقلانية ، وتنمية فكره و عقله ، منزلة خاصة في الإسلام ، ومن هنا يجب أن يتجنب الأعمال غير المدروسة ، و التقليد الأعمى .
36
الأصل الخامس و العشرون : إن حرية البشر في المجال الاقتصادي والسياسي وغيرهما محدودة ، ومقيدة بأن لا تتنافى مع تكامله المعنوي ، وكذا لا تتنافى مع المصلحة العامة .
37
الأصل السادس و العشرون : الإيمان هو الاعتقاد والتصديق القلبي الذي لا يحل في فؤاد الإنسان بالعنف والإكراه ، والجهاد الإسلامي ليس لإجبار الناس على قبول الإسلام ، بل الهدف منه إزالة الموانع والعراقيل عن طريق إبلاغ الرسالات الإلهية إلى مسامع العالم ، وتطهير المحيط الإجتماعي من عوامل الفساد و الضلال .
38
الفصل الثاني التوحيد ومراتبه وأبعاده الأصل السابع والعشرون : الإعتقاد بوجود الله هو الأصل المشترك ، والقاسم الجامع بين جميع المذاهب ، ويستدل على هذا الأصل بالطرق المختلفة .
43
الأصل الثامن والعشرون : أول مرحلة من مراحل التوحيد هو التوحيد الذاتي يعني أن الله واحد لا نظير له و لا مثيل ، و أن ذاته بسيطة وليست بمركبة ، وليس للتركيب العقلي و الخارجي سبيل إلى ذاته أبدا .
45
الأصل التاسع والعشرون : الصفات الإلهية الكمالية متعددة ومتغايرة مفهوما ، ولكنها متحدة في ذات الله من حيث الواقعية الخارجية ( التوحيد في الصفات ) و الإتحاد الخارجي للصفات ليس بمعنى نفي صفات الكمال عن ذاته المقدسة ، بل يعني نفي التركيب عن ذاته .
47
الأصل الثلاثون : لا خالق للكون إلا الله عز وجل ( التوحيد في الخالقية ) ، والإنسان فاعل بالاختيار يستفيد من الفيض الإلهي بمحض اختياره ، فهو بحكم ذاك مسؤول عن أعماله .
49
الأصل الواحد والثلاثون : ليس للكون رب ومدبر إلا الله ( التوحيد في الربوبية والتدبير ) والمدبرات الأخرى كالملائكة ، إنما تدبر بإذن الله ومشيئته الحكمية .
51
الأصل الثاني والثلاثون : إذا كان لعالم الخلق خالق وإله ومدبر واحد لزم أن يكون حق التشريع والتقنين مختصا به خاصة ، فهو الحاكم المطاع المطلق ، وقيام الآخرين بهذه الأمور لا يصح إلا بإذنه وإمضائه .
57
الأصل الثالث والثلاثون : التوحيد في العبادة هو الأصل المشترك بين جميع الشرائع السماوية ، والهدف من بعث الأنبياء ليس إلا التذكير بهذا الأصل و التأكيد عليه .
59
الفصل الثالث صفات الله سبحانه الأصل الرابع والثلاثون : لله صفات كمالية وجلالية ، أو ثبوتية وسلبية ، والصفات الأولى ( الكمالية أو الثبوتية ) تحكي عن كماله الوجودي ، والصفات الأخرى ( الجلالية أو السلبية ) تحكي عن تنزهه من كل نقص وعيب .
65
الأصل الخامس والثلاثون : تصح الاستفادة من أداتين للتعرف على صفات الله أحدهما " العقل " والآخر " الوحي " ، وهذان المرجعان يصفان الله تعالى بأفضل الصفات .
66
الأصل السادس والثلاثون : يعد العلم ، و القدرة ، و الحياة ، و الإرادة ، و الاختيار من صفات الذات الإلهية ، وحقيقية الإرادة الإلهية هي كونه مختارا في الفعل والترك .
68
الأصل السابع والثلاثون : صفات الله الثبوتية
69
الأصل الثامن والثلاثون : من صفاته الفعلية ، تكلمه مع البشر الذي ينحصر طريقه في ثلاثة أنحاء فقط كما في الآية 51 من سورة الشورى . على أنه مضافا إلى هذه الوجوه الثلاثة يكون كل الكون - باعتبار - كلام الله وكلماته ، كما أن السيد المسيح - بنفس هذا الإعتبار - كلمة الله .
74
الأصل التاسع والثلاثون : كلام الله الذي يعتبر من صفات الفعل حادث وليس بقديم ، فالقديم بالذات ينحصر في الله سبحانه ولا قديم سواه ، وتصور قديم أزلي غير الله ينافي التوحيد الذاتي .
77
الأصل الأربعون : من صفات الله الصدق ، فالكذب لكونه قبيحا يستحيل وصف الذات الإلهية المقدسة به .
78
الأصل الواحد والأربعون : الحكمة ، والحكيم هو أحد أسمائه وحيث إن الأفعال الإلهية تتمتع بنهاية الإتقان والكمال فهي منزهة من أي عبثية ولهذا سمي حكيما .
79
الأصل الثاني والأربعون : إن الله سبحانه لا يرى بالعين لا في الدنيا ولا في الآخرة لأن كون الشئ مرئيا يستلزم كونه جسما وجسمانيا ولكن الرؤية القلبية في ضوء الإيمان واليقين ممكن .
80
الأصل الثالث والأربعون : الصفات الخبرية مثل ( " يد الله " و " وجه الله " و الاستواء على العرش " ) وما شابه ذلك يجب تفسيرها مع ملاحظة القرائن الموجودة في الآيات المتضمنة لهذه الصفات لا مجردة عنها . ومثل هذا التفسير ليس تفسيرا باطنيا ولا تأويلا بل هو من باب الأخذ بالظهور التصديقي في ظل القرائن الحافة بالكلام .
85
* الفصل الرابع العدل الإلهي الأصل الرابع والأربعون : العدل من صفات الجمال الإلهية الذي يشهد به الوحي و العقل ، والذات الإلهية المقدسة منزهة من مبادئ الظلم الذي هو الجهل والعجز والحاجة .
93
الأصل الخامس والأربعون : العقل يدرك الحسن والقبح ولو أغلق هذا الباب في وجه العقل لم يثبت الحسن و القبح الشرعيان أيضا .
96
الأصل السادس والأربعون : للعدل الإلهي تجليات في مجال التكوين ( الخلق ) و التشريع ( التقنين ) و إن الدعوة إلى الخير ، و التحذير ، و الردع من الشرور ، والتكليف في حدود الطاقة البشرية ، ورعاية العدل في الجزاء من مظاهر العدل في التشريع .
98
الأصل السابع والأربعون : لم يخلق الإنسان والعالم سدى وبلا هدف ، لأن فعل الحق تعالى منزه عن العبث واللغو . وهادفية الفعل الإلهي ليست ناشئة من احتياجه .
100
الأصل الثامن والأربعون : القضاء و القدر من العقائد الإسلامية الضرورية ، وحيث إن الأشخاص لا يمتلكون الكافية و اللازمة لحل المسائل الفكرية العويصة في هذا المجال لهذا يكفي الإعتقاد الإجمالي بأصل هذه العقيدة .
101
الأصل التاسع و الأربعون : " القدر " يعنى مقدار الأشياء و " القضاء " يعني حتمية وقوعها وكل واحد منهما ينقسم إلى القضاء والقدر العلميين ، و القضاء و القدر الفعليين العينيين .
103
الأصل الخمسون : " القضاء " و " القدر " الإلهيان لا يتنافيان مع الإختيار و الحرية الإنسانية بل التقدير الإلهي جار على أن يقع فعل الإنسان وتركه بحريته و اختياره .
106
الإنسان والاختيار الأصل الواحد والخمسون : اختيار الإنسان وحريته الواقعية أمر محسوس وغير قابل للإنكار ، و وجدان كل إنسان وكذا طريقة العقلاء يشهدان بذلك ، وإلا لكان بعث الأنبياء لغوا أساسا .
108
الأصل الثاني والخمسون : ليس الإنسان مجبورا في فعله وهو في نفس الوقت ليس كائنا متروكا لحاله كاملا . ولا غنيا عن الله سبحانه في فعله . وبعبارة أخرى لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين .
109
الأصل الثالث والخمسون : إن الله تعالى كان عالما بأعمالنا منذ الأزل ، وهذا العلم الأزلي بأعمالنا لا يتنافى مع حريتنا أبدا .
111
الفصل الخامس النبوة العامة الأصل الرابع والخمسون : اقتضت المشيئة الإلهية الحكمية بعث الأنبياء والرسل لهداية الإنسان إلى الأهداف العليا ، و لم يقتصر في ذلك المجال بالهداية الفطرية والعقلية .
115
القرآن وأهداف النبوة الأصل الخامس والخمسون : الهدف من بعث الأنبياء هو تقوية الأسس التوحيدية ، وتهذيب النفس ، و تعليم الكتاب وقيام الناس بالقسط .
118
طرق معرفة الأنبياء الأصل السادس والخمسون : يتميز الأنبياء الصادقون من أدعياء النبوة بثلاثة طرق الإعجاز ، تصديق النبي السابق للاحق ، ومجموعة القرائن والشواهد الدالة على صدق الشخص .
121
الأصل السابع والخمسون : هناك رابطة منطقية بين المعجزة ، وصدق ادعاء النبي ، والإعجاز دليل منطقي على صدق ادعاء النبوة ، وليس بدليل إقناعي .
122
الأصل الستون : صلة النبي بعالم الغيب تتم عن طريق الوحي لا عن طريق " العقل " و " الحس " ولا عن طريق العلوم الظاهرية ، وحقيقة الوحي الإلهي غير قابلة للإدراك و التقييم بالمقاييس البشرية .
126
الوحي و النبوة الأصل الواحد والستون : إن الوحي - على خلاف تصور الماديين - ليس وليد نبوغ الأنبياء وتفكرهم الخاص ، ولا هو عبارة عن تجلي الحالات الروحية ، والنفسية لهم . والتفسير الأخير للوحي ( من حيث المحتوى و المفاد ) يعود في المآل إلى ما كان يقوله المشركون في العصر الجاهلي الذين كانوا يقولون الوحي ليس سوى " أضغاث أحلام " .
127
عصمة الأنبياء الأصل الثاني والستون : الأنبياء الإلهيون معصومون من كل سهو وخطأ وكل زلة عمدية في صعيد تلقي الوحي وحفظه وإبلاغه إلى الأمة فهم تحت رقابة الملائكة الكاملة من لحظة تلقيه إلى إبلاغه .
131
الأصل الثالث و الستون : الأنبياء والرسل مصونون ومعصومون من كل معصية و ذنب ، و إنما يثق الناس بصدق دعوى الأنبياء ، ويطمئنون إليهم ويقبلون كلامهم إذا كانوا مبرأين ومصونين من المعصية و الذنب . إن الأنبياء رجال مهديون ، ولا يجتمع مقامهم العلمي و المعنوي الرفيع مع الضلالة و الزلل .
132
الأصل الرابع والستون : الأنبياء - مضافا إلى كونهم مصونين عن الذنب و المعصية - مصونون عن الخطأ و الزلل أيضا في مجال القضاء و فصل الخصومات ، و تشخيص أحكام الموضوعات الدينية ، و المسائل العادية في الحياة . إن وثوق الناس بهم ، وتحقق أهداف البعثة إنما يتحققان إذا كانت عصمة الأنبياء واسعة وشاملة لكل المناحي .
134
الأصل الخامس و الستون : الأنبياء مضافا إلى كونهم معصومين في المجالات المذكورة ، منزهون ومبرأون عن الأمراض المنفرة و العاهات ، وكذا الأعمال التي تحكي عن دناءة الروح وخساسة النفس في الأشخاص .
135
الأصل السادس والستون : استنباط عدم عصمة الأنبياء - من بعض الآيات القرآنية - هو في الحقيقة قضاء متسرع ، وحكم متعجل ينبغي التجنب عنه ، و لأجل عدم الوقوع في هذا الأمر ، يفسر هذا النمط من الآيات في ضوء ملاحظة القرائن الموجودة في نفس الآيات .
136
الأصل السابع والستون : عصمة الأنبياء ناشئة من معرفتهم الرفيعة و العميقة بجلال الحق تعالى وجماله ، وصفاته و أسمائه ، ومن معرفتهم بثمار الطاعات ونتائجها المشرقة من جهة ، وتبعات المعاصي و نتائجها السيئة في الدنيا والآخرة من جهة أخرى .
137
الفصل السادس النبوة الخاصة الأصل السبعون : النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم آخر الأنبياء و الرسل الإلهيين وقد بدأت نبوته مقرونة بالتحدي بمعجزته الخالدة وهي القرآن الكريم ، وقد دعا معارضيه و تحداهم ولو بالإتيان بسورة واحدة من سور القرآن ولكن عجزوا عن معارضته .
143
الأصل الواحد السبعون : في نفس ذلك العصر ( أي عصر نزول القرآن ) أدي جمال كلمات القرآن الكريم وبداعة تركيبه ، وعمق معانيه إلى أن يخضع عمالقة الفصاحة و البلاغة العربية له ، وإلى الإقرار بأفضليته ، وقد استمر بل تضاعف هذا الخضوع من قبل العلماء و المفكرين أمام هذا الكتاب العظيم إلى يومنا هذا .
145
الأصل الثاني والسبعون : إن للقرآن الكريم مضافا إلى إعجازه الأدبي معجزة من جهات أخرى عديدة ، فقد كان الآتي به للناس أميا لم يدرس وكان يتلو آياته وسوره على الناس تدريجا و في حالات و ظروف مختلفة كالسفر والحضر والسلام والحرب ، والشدة و الضيق والعسر واليسر و النصر والهزيمة ومع ذلك لم يحدث فيه اختلاف في السبك و الصياغة و القوة و البلاغة و لا في المفاد و المحتوى . إن هذا الكتاب يجعل الفطرة البشرية النقية محورا ملحوظا في تقنينه و تشريعه للقوانين و النظم ، ومع ملاحظة ثبات الفطرة الإنسانية و دوامها وصفت أحكامه بطابع الخلود و الأبدية .
147
الأصل الثالث و السبعون : لقد كشف القرآن الكريم القناع عن طائفة من أسرار الكون التي لم يكن للبشرية يومذاك سبيل إليها إلا عن طريق الوحي . كما إن هذا الكتاب الشريف أخبر بقاطعية عن بعض الحوادث المستقبلية قبل وقوعها فصحة هذه التنبؤات و الإخبارات الغيبية تكشف عن ارتباط هذا الكتاب ومبلغه بعالم الغيب وبالمبدأ الأعلى للوجود .
150
الأصل الرابع والسبعون : إن القرائن و الشواهد العديدة و المفيدة للعلم والاطمئنان تشهد بصدق دعوى نبي الإسلام فسوابق النبي المشرقة في فترة حياته المكية ، وطهارته من لوثات بيئته ، وقوة محتوى دعوته ، والأساليب والوسائل التي استفاد منها في تبليغ رسالته و تحقيق أهدافه ، وشخصية أتباعه المشرقة ، وبالتالي أثر دينه في إيجاد حضارة فريدة في تاريخ البشرية ، كلها ، شواهد صدق على صحة دعوته .
152
الأصل الخامس و السبعون : إن تصديق النبي السابق للنبي اللاحق هو أحد الطرق لمعرفة الأنبياء و التحقق من صدق دعواهم . . ولقد جاءت بشائر كثيرة بظهور الإسلام و رسالة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الكتب السماوية المتقدمة مثل كتاب العهدين ( وبخاصة إنجيل يوحنا الفصل 14 - 16 ) .
156
الأصل السادس و السبعون : لقد كان لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم - مضافا إلى معجزة القرآن - معاجز و كرامات أخرى مثل شق القمر ، و المعراج ، و الانتصار في قضية المباهلة مع أهل الكتاب و الإخبار بالمغيبات و غير ذلك .
157
خصائص نبوة رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم الأصل السابع والسبعون : إن الدين الإسلامي دين عالمي وليس دينا محليا أو إقليميا أو عنصريا و قوميا وكون كتابه السماوي باللغة العربية انما فقط لأجل إن السنة الإلهية جرت على أن يتحدث كل نبي بلسان قومه ، و أن يكون كتابه بلسان البيئة التي ينطلق منها .
161
الأصل الثامن والسبعون : إن نبي الإسلام خاتم الأنبياء ، وكتابه خاتم الكتب ، وشريعته كذلك خاتمة الشرائع وناسختها جمعاء ، وبه أغلق باب النبوات وأوصد باب الرسالات ، فلا نبي بعده ولا كتاب ولا شريعة بعد كتابه و شريعته .
163
الأصل التاسع والسبعون : الدين الإسلامي يتكفل تحقيق كل الأماني الإنسانية ، ويلبي جميع الحاجات الفطرية البشرية ، وهو يحتوي على أصول وضوابط ثابتة وخالدة كما انه يستعين في الإجابة على الأسئلة وحل المشكلات المستجدة من أدوات كالعقل ، وقاعدة تقديم الأهم على المهم و عملية الاجتهاد المستمر والاستنباط الحي ، وأصل تقديم الأحكام الثانوية على الأحكام الأولية .
164
الأصل الثمانون : من خصائص الشريعة الإسلامية سهولة العقائد و بساطتها ، و كذا الاعتدال و الجامعية والشمولية في برامجها ، وهذه الخصوصية لا توجد في الشرائع الأخرى ( خاصة الشرائع الحاضرة التي طالتها أيدي التحريف ) . وللمثال ان سورة التوحيد تبين عقيدة المسلم في مجال التوحيد ، ولدى مقارنتها مع ما في المذاهب الحاضرة ( وبخاصة النصرانية ) من عقائد عجيبة و معقدة وغير معقولة ، نقف على حقائق رائعة وهامة .
167
الأصل الواحد و الثمانون : ان كتاب المسلمين السماوي بقى مصونا من كل نوع من أنواع التحريف ، لم يزد فيه شئ ولم ينقص منه شئ ولقد بلغ رسول الإسلام مائة وأربع عشرة سورة كاملة للمجتمع الإسلامي وهي باقية على حالها هذه إلى هذا اليوم ، وهناك أدلة قوية وقطعية عقلية ونقلية على عدم تحريف القرآن إلى هذا اليوم .
169
الأصل الثاني والثمانون : الروايات الدالة على تحريف القرآن ، في كتب الفريقين ليس لها أية قيمة علمية ، لأن لقسم منها طابع التفسير للآية فقط ، أي ان ما جاء فيها هو من باب توضيح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الوصي حول المعاني ، لا أنه كان جزءا من الآية ثم حذف فيما بعد . واما القسم الآخر من الروايات المذكورة التي تتضمن ادعاء التحريف نقلت من أفراد غير موثقين ، فهي ساقطة من حيث الاعتبار اللازم والقيمة المطلوبة سندا ومتنا . كما ان وجود الرواية في المجاميع الحديثية ليس دليلا على اعتقاد مؤلفيها ومدونيها وجامعها بها قط .
173
الفصل السابع الإمامة و الخلافة الأصل الثالث و الثمانون : الشيعة هم الذين يرون أن قيادة المجتمع الإسلامي بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي لعلي و أبنائه المعصومين عليهم السلام كما أن ذلك الفريق من الصحابة الذين سمعوا التصريح بخلافة على وولايته عن لسان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فبقوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذا الأصل يدعون في التاريخ بشيعة علي عليه السلام . وفي الحقيقة ليس للشيعة و التشيع تاريخ غير تاريخ الإسلام ، فهو والإسلام توأمان .
180
الأصل الرابع و الثمانون : ليس من المعقول أبدا أن يقوم شخص بتأسيس شريعة ، من دون أن يفكر في أمر قيادتها ، ورعاية شؤونها من بعده ، و الحال ان هذا مما يضمن بقاء تلك الشريعة ودوامها ، وصيانتها .
183
الأصل الخامس والثمانون : بالنظر إلى خطر المثلث المشؤوم الروم ، والفرس ، و المنافقون في الدين ( الذين كانوا يهددون بشدة الإسلام والمسلمين في الأيام الأخيرة من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) كان عدم تعيين خليفة من جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم سببا لحدوث الهرج والمرج ، والاختلاف في صفوف الأمة الإسلامية ، وكان مما يمهد لعودة السلطة الجاهلية ، في حين كان تعيين القائد يقطع كل نزاع ، ويسد الطريق على كل نوع من أنواع الاختلاف والتشر ذم ، لهذا يعتقد الشيعة بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقدم - وبأمر من الله تعالى - على تعيين الخليفة من بعده للمنع من حصول الاختلاف والتشرذم في الأمة الإسلامية .
184
الأصل السادس والثمانون : لقد تعلقت المشيئة الربانية بأن يعرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإمام والقائد من بعده وقد فعل ذلك صلى الله عليه وآله وسلم بتعيينه عليا عليه السلام خليفة من بعده والتصريح بخلافته هذه في مواقع مختلفة ومواضع عديدة .
186
الأصل السابع والثمانون : في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام من السنة العاشرة للهجرة نزلت الآية التالية ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) وبهذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعين في هذا اليوم قائدا للأمة في المستقبل من بعده وذلك بعد خطبة ألقاها على عشرات الآلاف من الناس .
192
الأصل الثامن و الثمانون : إن حديث الغدير من جملة الأحاديث الإسلامية المتواترة التي رواها 110 من الصحابة و 99 من التابعين و 350 من علماء أهل السنة في كتبهم ، وقد ألف علماء الإسلام كتبا مفصلة حول هذا الموضوع .
194
الأصل التاسع والثمانون : أيس النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بنصب الخليفة من بعده كل أعداء الإسلام الذين كانوا يفكرون في إطفاء جذوة الإسلام بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلة هذا اليأس والإحباط هو كفاءة الوصي لاستمرار وظائف النبي المختلفة ( ما عدا النبوة ) بواسطة القائد والخليفة المنصوب .
196
الأصل التسعون : كانت فكرة تعيين الخليفة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأصل مشروع وضروري موجودة في ذهن الصحابة ، ولهذا عين الخليفة الثاني بواسطة الخليفة الأول ، وتم تعيين الخليفة الثالث بواسطة شورى سداسية عين الخليفة الثاني أفرادها الستة ، فالفارق بين الشيعة والسنة في مسألة الخليفة هو اعتقاد الشيعة بالنص الإلهي على الخليفة لا تشخيص وتعيين الخليفة السابق المعرض للخطأ .
199
الأصل الواحد والتسعون : وظائف الإمام بعد وفاة رسول الإسلام هي بيان مفاهيم القرآن الكريم ، وبيان الأحكام الشرعية ، وحفظ المجتمع من تطرق أي نوع من أنواع الانحراف ، والإجابة على الأسئلة الدينية و الاعتقادية ، وحفظ الثغور ، أمام أعداء الإسلام ، وتطبيق العدالة في المجتمع ، وما شابه ذلك ، ومثل هذا الفرد - في نظر الشيعة - يجب أن يكون موضع عناية خاصة من الله ، وأن يكون قد وصل في ظل التربية الغيبية إلى مثل هذا المقام .
200
الأصل الثاني و التسعون : نظرا إلى هذه الوظائف الخطرة فالإمام يجب أن يكون ( مثل النبي ) معصوما من كل خطأ ومعصية ، وتدل " آية التطهير " و " حديث الثقلين " على عصمة أئمة أهل البيت عليه السلام .
203
الأصل الثالث والتسعون : إن أوصياء النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم اثنا عشر إماما وقد جاءت عبارة " اثنا عشر خليفة " في كتب الفريقين ، كما ان كل إمام يعين الإمام الذي يخلفه بأمر الله وأول هؤلاء الأئمة الاثني عشر هو الإمام علي بن أبي طالب وآخرهم الحجة بن الحسن العسكري المهدي عجل الله فرجه الشريف .
207
الأصل الرابع والتسعون : مودة أهل البيت عليهم السلام أصل قرآني وفريضة إسلامية ومودة هؤلاء بما أنهم يحظون بكمالات علمية وعقلية متميزة ، توجب الرشد والكمال لمن أحبهم ، وانطوى على مودتهم .
210
الإمام الثاني عشر الغيبة والظهور الأصل الخامس والتسعون : ظهور رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في آخر الزمان لإقامة العدل والقسط أحد العقائد المسلمة الضرورية في الإسلام وتشهد بذلك الأحاديث التي وردت في مصادر الفريقين .
211
الأصل السادس والتسعون : لقد وردت خصوصيات وصفات هذا المصلح العالمي في الأحاديث الإسلامية ، واختلاف بعض فرق المسلمين ليس في أصل مسألة الإمام المهدي وانما هو في ولادته أو عدم ولادته عليه السلام فنحن الشيعة نعتقد في هذا المجال أن الإمام المهدي عليه السلام ولد في منتصف شعبان سنة 255 ه في بيت الإمام الحسن العسكري من أم اسمها نرجس ، وهو حي يرزق إلى هذا اليوم ، وهو ينتظر الإذن الإلهي للظهور والقيام .
212
الأصل السابع والتسعون : إن أولياء الله على نوعين " ظاهر مشهود " ، و " غائب عن الأنظار " وقد ذكر القرآن الكريم في سورة الكهف ( في قصة مصاحبة موسى للخضر عليهم السلام ) كلا النوعين ويعتبر الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف في فترة غيبته من الأولياء الإلهيين الغائبين عن الأنظار .
214
الأصل المائة : وجود الإمام لطف كبير من ألطاف الله تعالى ، ولو كان الناس مستعدين - كما ينبغي - لوفقوا لاستقباله ، و الاستفادة منه ومن كمالاته . والسبب في حرمان الناس منه هم الناس أنفسهم في الدرجة الأولى على أن وجود ذلك الإمام حتى خلف ستار الغيبة سبب لكثير من البركات و الخيرات كما ان الشمس كذلك خلف السحب .
219
الأصل الواحد بعد المائة : ولادة الإمام المهدي - عجل الله فرجه الشريف - تمت عام 255 ه ، وعلى هذا الأساس يكون قد مضى على ولادة الإمام إلى الآن أكثر من أحد عشر قرنا من الزمان ، والإذعان بمثل هذا العمر الطويل لحجة الله البالغة ، ليس أمرا عسيرا بالنظر إلى قدرة الله الواسعة والمطلقة .
220
الأصل الثاني بعد المائة : وقت ظهور الإمام المهدي - عجل الله فرجه الشريف - ليس معلوما لأحد من الناس ، وان موعده مثل موعد يوم القيامة أمر خفي على الجميع وفي نفس الوقت ثمة علائم لظهوره جاءت في الروايات والأحاديث .
221
الفصل الثامن عالم ما بعد الموت الأصل الثالث بعد المائة : إن الاعتقاد بيوم القيامة و البعث بعد الموت أصل مشترك بين جميع الشرائع السماوية ، وليس للدين معنى من دون الاعتقاد بيوم القيامة و الجزاء ، و لأهمية هذا الأصل ثمة طائفة كبيرة من آيات القرآن ترتبط بالمعاد .
225
الأصل الرابع بعد المائة : الله حق مطلق وفعله كذلك - مثله - حق ومنزه عن اللغوية والعبثية ، وبالنظر إلى هذه النقطة ، وحيث إن خلق الإنسان من دون وجود حياة خالدة لغو وعبث ، تتضح ضرورة المعاد ويوم القيامة . على أن تحقق العدل الإلهي في شأن الصالحين والطالحين والأخيار والأشرار يطلب وجود مثل هذا اليوم في المستقبل .
226
الأصل الخامس بعد المائة : إن القرآن الكريم أجاب على الشبهات التي تدور حول المعاد ، فاستدل على إمكان المعاد ، بالقدرة الإلهية المطلقة تارة وبالخلق الأول أخرى واتخذهما دليلا على إمكان المعاد ، وتجديد الحياة البشرية و ربما استدل لعودة الحياة إلى الناس بعودة الحياة إلى الأرض الميتة في فصل الربيع وهكذا . . .
228
الأصل السادس بعد المائة : معاد البشر - في يوم القيامة - جسماني وروحاني معا ، بمعنى أن الإنسان يلقي من الثواب والعقاب في يوم القيامة ما لا يمكن ان يتحقق بلا جسم ، وكذا ما يكون له طابع روحي ونفسي خاصة .
231
الأصل السابع بعد المائة : ليس الموت تعبيرا عن نهاية الحياة البشرية بل الإنسان بواسطة الموت ينتقل من هذا العالم إلى عالم آخر ، هذا مضافا إلى أن هناك بين الدنيا والآخرة عالم آخر يسمى ب " البرزخ " يتمتع الإنسان فيه بحياة خاصة ونعمة خاصة ونقمة خاصة .
232
الأصل الثامن بعد المائة : الحياة البرزخية تبدأ من ساعة نزع الروح من الجسد ، كما أن بعد دفن الإنسان يبدأ سؤاله عن أعماله وأقواله بواسطة النكيرين وهما ملكان من الملائكة ، وعالم البرزخ يكون للمؤمنين مظهر الرحمة ، وللكافرين و المنافقين فترة عذاب .
233
الأصل التاسع بعد المائة : هناك فريق لا يقول بالمعاد حسب التفسير الديني ( و الإسلامي خاصة ) ويعتقدون بدل ذلك بفكرة " التناسخ " في حين ان " التناسخ " أمر مستحيل باطل حسب المنطق الإسلامي .
234
الأصل العاشر بعد المائة : لم يكن المسخ في الأمم السابقة على شكل التناسخ ، بل بعض الناس - في المسخ - تتغير صورهم الظاهرية إلى صور القردة والخنازير ، مع بقاء شخصيتهم البشرية ، ولهذا يختلف المسخ عن التناسخ اختلافا كبيرا .
236
الأصل الحادي عشر بعد المائة : " أشراط الساعة " هي علائم تدل قرب موعد القيامة ، هذه العلائم باختصار هي بعثة النبي الخاتم ( محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم وانهيار سد يأجوج ومأجوج ، وظهور دخان غليظ شامل في السماء ، ونزول السيد المسيح ، و خروج دابة خاصة من الأرض .
238
الأصل الرابع عشر بعد المائة : شفاعة الشفعاء للمذنبين من الأمة بإذن الله يوم القيامة ، أصل قرآني مسلم ومقطوع به ، ودلت عليه آيات وأحاديث كثيرة جدا .
243
الأصل الخامس عشر بعد المائة : طلب الشفاعة من الذين أذن الله تعالى لهم بالشفاعة أمر لا إشكال فيه لأن طلب الشفاعة هو طلب الدعاء منهم ، وطلب الدعاء من المؤمن عمل أذن به القرآن و السنة بل دعا الكتاب والسنة إليه .
245
الأصل السادس عشر بعد المائة : أبواب التوبة مفتوحة في وجه العباد المذنبين دائما ( إلا في لحظة الموت ) ، والاعتقاد بالتوبة مثل الاعتقاد بالشفاعة إذا لو حظت فلسفتها و آدابها ، وشرائطها لا يوجب تشجيع المذنبين على المزيد من الذنب و المعصية ، بل انفتاح باب التوبة لأجل إيجاد الاستعداد لجماعة يحبون أن يحسنوا فيما تبقى من عمرهم ، ويعيشوا في طهر و نقاء ، فان رحمة الله الواسعة لا تسمح بأن يقع مثل هذا الفريق في قعر الضلال الأبدي بسبب اليأس و القنوط من الرحمة الإلهية .
250
الأصل السابع بعد المائة : إن الإنسان يصل إلى نتيجة عمله في العالم الآخر ان خيرا فخير ، إن شرا فشر ، وأعمال الإنسان السيئة لا تبطل ولا تفنى أعماله الصالحة ، إلا مثل الارتداد والشرك و الكفر ، مما ذكره القرآن الكريم ويسمى هذا بحبط العمل .
251
الأصل الثامن عشر بعد المائة : إن الخلود في الجحيم خاص بالكفار و أما المؤمنون العصاة ( إذا لم يطهر هم العذاب في العالم الدنيوي ، أو البرزخ أو شفاعة الطاهرين ) فيغفر لهم بعد تحمل العذاب في جهنم ، ثم ينجون ويخرجون من النار .
253
الأصل التاسع عشر بعد المائة : يستفاد من آيات القرآن و الأحاديث الشريفة أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن وإن لم نعرف محلهما ومكانهما .
254
الفصل التاسع الإيمان و الكفر وما يتبعهما الأصل العشرون بعد المائة : موضع الإيمان هو القلب ، ويكفي في صدق عنوان المسلم على أحد أن يؤمن بالله الواحد ، ويوم القيامة ورسالة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبما جاء به على نحو الإجمال ، والكفر على العكس ، والكافر من لا يؤمن بما ذكر ، على الأقل .
259
الأصل الواحد و العشرون بعد المائة : الإيمان القلبي إنما مثمرا ومفيدا إذا أظهره الشخص أو لم يظهر خلافه على الأقل ، كما أن الإيمان القلبي وحده لا يكفي في نجاة الإنسان وسعادته ، بل لابد أن يقترن بالعمل والتعاليم الإلهية .
261
الأصل الثاني والعشرون بعد المائة : المسلمون يتفقون في الأصول الأساسية ( التوحيد ، والرسالة المحمدية ، والمعاد ) فلا يسوغ تكفير بعضهم للبعض الآخر للاختلاف في مسائل أخرى ، والحوار العلمي هو الحل الأفضل
264
الأصل الثالث والعشرون بعد المائة : البدعة - لغة - هي كل جديد ، وما ليس له مثال سابق ، واصطلاحا ادخال ما ليس من الدين في الدين . واسناد شئ إلى الدين إنما يكون بدعة إذا لم يرد بشأن مشروعيته أو عدم مشروعيته إشارة في النصوص الدينية بوجه خاص أو عام
265
الأصل الرابع والعشرون بعد المائة : إذا كان إظهار العقيدة الصحيحة سببا لتعرض الإنسان في نفسه أو عرضه أو ماله ، لخطر ، يجب عليه - بحكم العقل وبنص القرآن - أن لا يظهر عقيدته ، بل ربما وجب أحيانا التظاهر بخلافه أيضا . ويسمى هذا المطلب عند الشيعة بالتقية ويجب الانتباه إلى أن التقية تقابل النفاق ، لأن التقية كتمان الإيمان وإظهار الكفر ، والنفاق إظهار الإيمان وكتمان الكفر .
273
الأصل الخامس والعشرون بعد المائة : التقية واجبة في بعض الظروف والحالات ، ولكنها محرمة في بعض الظروف والحالات ، وهو ما إذا تعرض أصل الدين لخطر الإبادة والمحو إذا اتقى الإنسان . ولهذا لم تكتب الشيعة حتى هذا اليوم كتابا يحتوي ما يخالف معتقداتهم بحجة التقية ، أو ما شابه ذلك ، بل ربما تعرض بعض علمائهم للقتل دفاعا عن المذهب ، وبسبب إظهار عقائدهم بكل جرأة وشجاعة ويبلغ عددهم المئات بل الآلاف
276
الأصل السادس و العشرون بعد المائة : إن حياة البشر تقوم ( أساسا و عادة ) على الاستعانة بالأسباب والعلل ، ولا فرق في هذا المجال بين الأسباب المادية الطبيعية أو الغيبية . غاية ما في الأمر أن على الإنسان الموحد أن ينظر إلى الأسباب بعنوان " الوسيلة " ولا يعتقد باستقلالها في التأثير .
279
الأصل السابع والعشرون بعد المائة : التوسل بأسماء الله الحسنى ، والتوسل بدعاء الصالحين أحد الأسباب الغيبية التي ذكرها القرآن الكريم بصورة واضحة .
281
الأصل الثامن و العشرون بعد المائة : المقدرات الإلهية القطعية لا تقبل التغيير ، وأما مقدراته المشروطة ، والمعلقة فهي قابلة للرفع والتغيير ، وهذا هو " البداء " الذي تقول به الشيعة ويعتقدونه ، وهو لا يعني إلا الاعتقاد بقدرة الله المطلقة في جميع شؤون الوجود ، تأثير أعمال الإنسان ( الصالحة أو الطالحة ) في مصيره .
286
الأصل التاسع و العشرون بعد المائة ( الرجعة ) : يعود لفيف من الناس بعد موتهم ، إلى هذا العالم الدنيوي مرة أخرى في آخر الزمان باذن الله تعالى ، كما حدث مثل ذلك في الأمم السابقة ، وهذا هو أصل " الرجعة " الذي تعتقد به الشيعة الإمامية و الذي جاء تفصيله في كتبهم الاعتقادية .
291
الأصل الثلاثون بعد المائة : صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء من استشهد في معركة " بدر " و " أحد " و الأحزاب " و حنين " أو بقي بعد رسول صلى الله عليه وآله وسلم واجتهد في حفظ الإسلام وعمل على تقدمه ، محترمون جميعا عند الشيعة الإمامية ، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن يكون مجرد رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحبته سببا لثبوت عدالة دائمة وحصانة مستمرة ومصونية أبدية من الخطأ والذنب لجميع من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وجميع الصحابة في هذه المسألة سواسية . و على هذا الأساس يجب ( وبخاصة عند نقل الرواية من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم و العمل بمحتواها ) مطالعة سيرتهم ومواقفهم ، بدقة ، وتقييم أعمالهم و أقوالهم ومعرفة صحتها وعدم صحتها ، ليمكن بواسطة ذلك ، الوصول إلى معين التعاليم الإسلامية العذاب ومنبعه النقي الصافي بعيدا عن الهوى والهوس .
294
الأصل الواحد والثلاثون بعد المائة : محبة النبي و آله - صلوات الله عليهم أجمعين - من أصول الإسلام التي أكد عليها الكتاب والسنة ، وهي توجب كمال الإنسان ، لأن من أحب شخصا سعى إلى التشبه به وجلب رضاه ، وكيفية إظهار هذه المودة تنسجم مع الأعراف الاجتماعية في كل زمان ، بشرط أن لا يكون بعمل محرم ومنهي عنه .
298
الأصل الثاني والثلاثون بعد المائة : إقامة الاحتفالات في مواليد النبي و أهل بيته الطاهرين عليهم السلام وإظهار الفرح والابتهاج فيها ، و إقامة مجالس العزاء في مصائبهم والبكاء وإظهار الحزن ، نوع من إظهار المودة والمحبة المفروضة لهم في الكتاب والسنة .
303
الأصل الثالث و الثلاثون بعد المائة : حفظ الآثار وصيانتها من الاندثار و الزوال عمل حضاري عقلائي لأنه سبيل إلى حفظ القيم ، وهو أمر جائز ومحبذ في الكتاب والسنة ، كما أن البناء على قبور الأئمة الطاهرين ، وتعميرها وهي أفضل البيوت وبناء المساجد عندها أو عليها عمل جائز .
305
الأصل الرابع والثلاثون بعد المائة : زيارة القبور وخاصة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبور الأئمة من عترته الطاهرة تنطوي على آثار تربوية عظيمة ، وفوائد معنوية كبرى ، وهي جائزة بل ومندوبة بالنص الصريح .
310
الأصل الخامس والثلاثون بعد المائة : الغلو هو التجاوز عن الحد ، ويراد منه في القرآن الاعتقاد بألوهية أو ربوبية غير الله تعالى ، وهو مرفوض كتابا وسنة ، و الغلاة بجميع أصنافهم كفرة مشركون .
312
الفصل العاشر الحديث و الاجتهاد والفقه الأصل السادس و الثلاثون بعد المائة : الأحاديث التي رواها الثقات العدول عن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم كلها مقبولة عند علماء الشيعة الإمامية وفقهائهم . ويقوم الإجتهاد والفقه عند الشيعة على الكتاب والسنة والإجماع والعقل .
317
الأصل السابع و الثلاثون بعد المائة : الأحاديث و الروايات التي وصلت إلينا من أئمة أهل البيت الاثني عشر تنتهي بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى معدن الوحي ، لأن الأئمة الأطهار سمعوا هذه الروايات من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إما مباشرة أو سمعوها ورووها عن آبائهم ) . أو إنهم نقلوها عن كتاب علي عليه السلام ، أو لكونهم محدثين ألقيت إليهم وألهموا بها إلهاما .
318
الأصل الثامن والثلاثون بعد المائة : إن أحاديث النبي الأكرم وأهل بيته الطاهرين - سلام الله عليهم أجمعين - جمعت ودونت بواسطة علماء الشيعة في كتبهم المعروفة ، والكتب الأربعة ( الكافي ، ومن لا يحضره الفقيه ، و التهذيب ، و الاستبصار ) من أهم مصادر الإجتهاد والاستنباط عند علماء الشيعة .
322
الأصل التاسع و الثلاثون بعد المائة : إن باب الإجتهاد كان مفتوحا في وجه الفقهاء في فقه الشيعة من اليوم الأول ، ولم يعرف الغلق مطلقا ، فهو لا يزال مستمرا . كما أن اجتهادهم اجتهاد مطلق ، وليس اجتهادا في نطاق مذهب خاص ، وإطار معين . ومنطلق الإجتهاد وأساسه يتكون عند الشيعة الإمامية - كما أسلفنا - من الكتاب والسنة والإجماع ، و العقل .
324
الأصل الأربعون بعد المائة : رواية الصحابي حجة إذا حازت شرائط الحجية وعكست سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما استنباطه أو تفسيره فليس بحجة على غيره من المجتهدين .
328
الأصل الواحد والأربعون بعد المائة : يجب على كل مسلم أن يحصل على اليقين في المسائل الاعتقادية ولا يجوز التقليد فيها . اما في المسائل الفقهية الفرعية فيجوز فيها تقليد المجتهد الجامع للشرائط .
329
الأصل الثاني و الأربعون بعد المائة : تغسل الشيعة - عند الوضوء - الأيدي من المرافق إلى رؤوس الأصابع لا العكس ، كما يمسحون أرجلهم في الوضوء ولا يغسلونها ، ومستند هم في ذلك القرآن و السنة النبوية .
330
الأصل الثالث و الأربعون بعد المائة : يعتقد الشيعة بأن السجود في حال الصلاة يجب أن يكون على الأرض أو ما ينبت منها بشرط أن لا يكون مأكولا ولا ملبوسا ، وقد جرت سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حال حياته على هذا بشهادة التاريخ ، ولكن هذه السنة قد تغيرت فيما بعد وحل السجود على الثوب و الفراش مكان السجود على الأرض .
336
الأص الرابع والأربعون بعد المائة : يستحب التفريق بين الظهر و العصر ، و المغرب و العشاء ، ولكن يجوز مع ذلك الجمع بينهما كما يفعل المسلمون في عرفة والمزدلفة ، وقد فعل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ذلك مرارا من دون عذر ليوسع على الأمة ويخفف عنهم .
338
الأصل الخامس و الأربعون بعد المائة : الزواج المؤقت نوع من النكاح المشروع ، ويشهد القرآن الكريم بمشروعية هذا النوع من الزواج ، الذي يسمى بالمتعة أيضا ، وقد عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته بهذا الحكم القرآني ، ولم ينسخ قط .
343
الأصل السادس والأربعون بعد المائة : لا يجوز التكفير ( أي وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى ) حال الصلاة لكونه بدعة ، وليس في رواية أبي حميد الساعدي ، الذي حكى فيها كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على وجه التفصيل من هذا العمل عين ولا أثر ، وهذا يدل على أن هذا العمل لم يكن معمولا به في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وان التكفير من المبدعات و المحدثات بعده صلى الله عليه وآله وسلم .
346
الأصل السابع والأربعون بعد المائة : تستحب نوافل ليالي شهر رمضان ، ولكن الإتيان بها جماعة بدعة ، واجتهاد الآخرين في هذه المسألة لا يخولها الشرعية .
348
الأصل الثامن والأربعون بعد المائة : اتفق فقهاء الإسلام على أن غنائم الحرب تقسم على المجاهدين ، إلا الخمس فلابد من صرفه في موارد خاصة ، ويجب الخمس في كل ربح يفوز به الإنسان كما يدل على ذلك الكتاب و السنة .
349
الأصل التاسع و الأربعون بعد المائة : الحضارة الإسلامية ثمرة جهود الأمة الإسلامية جميعا ، وللشيعة دور مهم ومشهود في بناء هذه الحضارة العظيمة بما قدمه فقهاؤهم وعلماؤهم في مختلف المجالات العلمية .
351
الأصل الخمسون بعد المائة : الاختلاف بين الفرق الإسلامية في بعض الفروع لا يمنع من الاتحاد ، و التعاضد في وجه أعداء الإسلام ويجب أن يكون كذلك . ويمكن من خلال إقامة المؤتمرات الثقافية و الحوار العلمي البناء ، تقليل الاختلافات شيئا فشيئا .
355
نام کتاب :
العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع )
نویسنده :
الشيخ السبحاني
جلد :
1
صفحه :
357
««صفحهاول
«صفحهقبلی
جلد :
1
««اول
«قبلی
جلد :
1
فرمت PDF
شناسنامه
فهرست
کتابخانه
مدرسه فقاهت
کتابخانهای رایگان برای مستند کردن مقالهها است
www.eShia.ir