نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 186
من الصحيح أن يترك النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الأمة الإسلامية ، والدين الإسلامي اللذين كانا محاطين بالأخطار من كل جانب ، وكان الأعداء لهما بالمرصاد من كل ناحية ، من دون قائد معين ؟ ! ! إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا شك كان يعلم أن حياة العرب حياة قبلية ، عشائرية وأن أفراد هذه القبائل كانت متعصبة لرؤساء تلك القبائل ، فهم كانوا يطيعون الرؤساء بشدة ، ويخضعون لهم خضوعا كبيرا ، ولهذا فإن ترك مثل هذا المجتمع من دون نصب قائد معين سوف يؤدي إلى التشتت والتنازع بين هذه القبائل ، وسيستفيد الأعداء من هذا التخاصم والتنازع ، والاختلاف . وانطلاقا من هذه الحقيقة قال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : " الاستخلاف بالنص أصوب ، فإن ذلك لا يؤدي إلى التشعب والتشاغب والاختلاف " ( 1 ) . الأصل السادس والثمانون : تعيين الإمام والخليفة في أحاديث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والآن وبعد أن ثبت أن حكمة النبي وعلمه كانا يقتضيان بأن يتخذ موقفا مناسبا في مجال القيادة الإسلامية من بعده ، فلنرى ماذا كان الموقف الذي اتخذه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذا الصعيد ؟ هناك نظريتان في هذا المجال ندرجهما هنا ، ونعمد إلى مناقشتهما : النظرية الأولى : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اختار بأمر الله تعالى شخصا ممتازا
1 . الشفاء ، الإلهيات ، المقالة العاشرة ، الفصل الخامس ، 564 .
186
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 186