نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 77
اتضح من البحث المتقدم الذي تضمن تفسيرا لحقيقة كلام الله ، بنحوين ، أن التفسير الثاني لا يخالف التفسير الأول ، وأنه سبحانه متكلم بكلا الوجهين . كما ثبت أن كلام الله حادث وليس بقديم ، لأن كلامه هو فعله ، ومن الواضح أن الفعل حادث ، فينتج من ذلك أن " التكلم " أمر حادث أيضا . ومع أن كلام الله حادث قطعا فإننا رعاية للأدب ، وكذا درءا لسوء الفهم لا نقول : إن كلام الله ( القرآن ) مخلوق إذ يمكن أن يصفه أحد في ضوء ذلك بالمجعول والمختلق وإلا فإن ما سوى الله مخلوق قطعا . يقول سليمان بن جعفر الجعفري : سألت الإمام علي بن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق ؟ فأجاب ( عليه السلام ) قائلا : " ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله عز وجل " ( 1 ) . وهنا لا بد من التذكير بنقطة تاريخية في هذا المجال وهي أنه طرحت في أوائل القرن الثالث الهجري ، في عام 212 ه في أوساط المسلمين مسألة ترتبط بالقرآن الكريم ، وهي : هل القرآن حادث أو قديم ؟ وقد صارت هذه المسألة سببا للفرقة والاختلاف الشديدين ، على حين لم يمتلك القائلون بقدم القرآن أي تبرير صحيح لمزعمتهم ، لأن هناك احتمالات يكون القرآن حسب بعضها حادثا ، وحسب بعضها الآخر
1 . التوحيد للصدوق : ص 223 باب القرآن ما هو ، الحديث 2 .
77
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 77