نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 111
الأصل الثالث والخمسون : لا تنافي بين علم الله الأزلي وحرية الإنسان نحن مع اعتقادنا باختيار الإنسان ، وحرية إرادته ، نعتقد أن الله كان عالما بفعلنا من الأول ، ولا منافاة بين العقيدتين ، فإن على الذين لا يمكنهم الجمع بين هذين الاعتقادين أن يعلموا بأن علم الله الأزلي تعلق بصدور الفعل من الإنسان على نحو الاختيار ، ومن الطبيعي أن لا يتنافى مثل هذا العلم مع حرية الإنسان وكونه مختارا . وبعبارة أخرى ، إن العلم الإلهي كما تعلق بأصل صدور الفعل من الإنسان تعلق كذلك بكيفية صدور الفعل عنه ( وهو اختيار الإنسان وانتخابه بنفسه ) . إن مثل هذا العلم الأزلي ليس فقط لا يتنافى مع اختيار الإنسان بل يثبت ذلك ، ويؤكده ، لأن الفعل إذا لم يصدر من اختيار الإنسان لم يكن علم الله آنذاك كاشفا عن الواقع ، لأن كاشفية العلم إنما تكون إذا تحققت على النحو الذي تعلق بالشئ . ومن الطبيعي أن العلم الإلهي تعلق بصدور الفعل البشري على النحو الاختياري ، يعني أن يقوم الإنسان بهذا العمل بصورة حرة وباختياره وإرادته ، ففي هذه الصورة يجب أن يقع الفعل ويتحقق بهذه الخصوصية ، لا على نحو الجبر والاضطرار . من هذا البيان اتضح عدم تنافي إرادة الله الأزلية مع اختيار الإنسان ، وكونه حرا في إرادته .
111
نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 111