responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : محمد داوود قيصري رومي    جلد : 1  صفحه : 980


بحكم ( وأشرقت الأرض بنور بها ) . ويعده إلى التجليات الصفاتية والأسمائية ثم الذاتية ، فيفنى العبد في الحق ، فيذكر الحق نفسه بما يليق بجلاله وجماله ، فيكون الحق ذاكرا ومذكورا وذكرا بارتفاع الإثنينية وانكشاف الحقيقة الأحدية .
واعلم ، أن حقيقة ( الذكر ) عبارة عن تجليه لذاته بذاته من حيث الاسم ( المتكلم ) إظهارا للصفات الكمالية ووصفا بالنعوت الجلالية والجمالية في مقامي جمعه وتفصيله ، كما شهد لذاته بذاته في قوله : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) . وهذه الحقيقة لها مراتب : أعلاها وأولاها في مقام الجمع من ذكر الحق نفسه باسمه ( المتكلم ) بالحمد والثناء على نفسه . وثانيتها ، ذكر الملائكة المقربين ، وهو تحميد الأرواح وتسبيحها لربها . وثالثتها ، ذكر الملائكة السماوية والنفوس الناطقة المجردة . ورابعتها ، ذكر الملائكة الأرضية والنفوس المنطبعة مع طبقاتها .
وخامستها ، ذكر الأبدان وما فيها من الأعضاء . وكل ذاكر لربه بلسان يختص به .
وإليه أشار بقوله : ( فإن ذكر الله سار في جميع أجزاء العبد ) أي ، لا يعلم قدر هذه النشأة إلا من ذكر الله الذكر المطلوب ، فإن ذكر الله سار في جميع أجزاء العبد :
روحه وقلبه ونفسه وجميع قواه الروحانية والجسمانية ، بل في جميع أعضائه .
وذلك السريان نتيجة سريان الهوية الإلهية الذاكرة لنفسها بنفسها . وإن جعلنا الإضافة إلى الفاعل ، فمعناه : أن ذكر الحق لنفسه ومظاهره سار في جميع أعضاء العبد ، وذلك الذكر سبب وجودها وحصول كمالاتها . فينبغي أن يذكره العبد أيضا بجميع أجزائه أداء لشكر نعمه .
( لا من ذكره بلسانه خاصة . فإن الحق لا يكون في ذلك الوقت إلا جليس اللسان خاصة ، فيراه اللسان من حيث لا يراه الإنسان بما هو راء ) أي ، يراه اللسان بالبصر الذي يخصه ، ولا يراه الإنسان من حيث روحه وقلبه لغفلته . وفيه إشارة إلى أن لكل شئ نصيبا من الصفات السبعة الكمالية : يسمع به ويبصر به و ينطق . ولما كان الحيوان يبصر بالبصر ويسمع بالسمع - وليس رؤية اللسان و سمعه بالبصر والسمع بل بروحانية مختصة به وليس هذا المقام موضع بيانه - أجمل فقال : ( بما هو راء )

980

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : محمد داوود قيصري رومي    جلد : 1  صفحه : 980
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست