responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : محمد داوود قيصري رومي    جلد : 1  صفحه : 1099


التسخير والتسخر بحسب المراتب والدرجات .
( فما هو معه في درجته ) أي ، فليس المتسخر مع المسخر في درجة واحدة ، بل هو في مرتبة ودرجة أدنى من درجته ( فوقع التسخير من أجل الدرجات قد ) ( والتسخير على قسمين : تسخير مراد للمسخر - اسم فاعل - قاهر في تسخيره لهذا الشخص المسخر ، كتسخير السيد لعبده - وإن كان مثله في الإنسانية - وكتسخير السلطان لرعاياه - وإن كانوا أمثالا له في الإنسانية - فيسخرهم بالدرجة . والقسم الآخر تسخير بالحال . كتسخير الرعايا الملك القائم بأمرهم في الذب عنهم وحمايتهم و قتال من عاداهم وحفظ أموالهم وأنفسهم عليهم . وهذا كله تسخير بالحال من الرعايا ، يسخرون بذلك مليكهم ) أي ، مالكهم . ( ويسمى على الحقيقة هذا التسخير تسخير المرتبة . فالمرتبة . ) أي ، فمرتبة الرعية . ( حكمت عليه بذلك .
فمن الملوك من سعى لنفسه ) وما عرف أن مرتبة رعيته تسخره في ذلك .
( ومنهم من عرف الأمر : فعلم أنه بالمرتبة في تسخير رعاياه ، فعلم قدرهم و حقهم ، فآجره الله على ذلك أجرة العلماء بالأمر على ما هو عليه . ) أي ، أعطاه الله من جنس ثواب العلماء لعلمه بالمسألة . ( وأجر مثل هذا يكون على الله في كون الله في شؤون عباده . ) أي ، لأن الله هو القائم على شؤون عباده وقضاء حوائجهم ، فإذا قام أحد بذلك لله ، لا لغرض نفسه ، وقع أجره على الله .
( فالعالم كله مسخر بالحال ) على صيغة الفاعل . ( من لا يمكن أن يطلق عليه أنه مسخر ) [6] على صيغة المفعول . ( قال الله تعالى : ( كل يوم هو في شأن ) . ) وليس ذلك إلا شؤون عباده .
ولا يتوهم أن غيره يسخره تعالى عن ذلك ، بل كل ما يطلق عليه اسم الغير ، فهو من حيث الوجود والحقيقة عين الحق - كما عرفت مرارا - وإن كان من حيث التقيد والتعين مسمى بالغير . فالحق هو المسخر لنفسه بحسب شؤونه و تجلياته لا غيره .



[6] - أي ، مسخر من الله .

1099

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : محمد داوود قيصري رومي    جلد : 1  صفحه : 1099
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست