والإعدام . ويجعل لها منعة ، أي حرسة تحرسها وتمنعها من طريان الهلاك والفساد عليها . وهي حقائقها وصورها التي في العوالم غير الحسية . وإذا قتلت نفسا ، فإنك لا تقدر على إفناء حقيقتها ، بل تقدر على إفناء صورتها الحسية . و تلك الحقيقة باقية مع صورها التي لها في جميع العوالم . وإن أراد الخالق ، يعطيها أيضا صورة أخرى حسية بحيث لا تشعر ، فيجعلها موجودة مرة أخرى . ( فتتخيل بالوهم إنك قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصورة موجودة في الحد . ) أي ، فتتوهم أنك قتلت ، والقاتل في الحقيقة هو الله . والمقتول هو باق في العالم العقلي ، وصورته موجودة في العالم المثالي . وتشاهد بالعقل المنور والوهم المدرك للمعاني الجزئية أن صورتها العقلية موجودة في الحقيقة ، وما أفسدت إلا صورتها الحسية . ( والدليل على ذلك ) أي ، على أن القاتل هو الله ، لا أنت ، هو قوله تعالى : ( ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) . والعين ما أدركت إلا الصورة المحمدية التي ثبت لها الرمي في الحس ، وهي ) أي ، الصورة المحمدية ( التي نفى الله الرمي عنها أولا ، ثم أثبته لها وسطا ) بقوله : ( إذ رميت ) . ( ثم عاد بالاستدراك : أن الله هو الرامي في صورة محمدية . ولا بد من الإيمان بهذا . ) ( فانظر إلى هذا المؤثر ) وهو الاسم ( الرامي ) كيف تنزل لإظهار فعله في المظاهر . ( حتى أنزل الحق ) هذا المعنى المذكور . ( في صورة محمدية . و أخبر الحق نفسه . ) بالنصب . أي ، عن نفسه . ويجوز أن يكون بالرفع ، فيكون تأكيدا ( للحق ) . ( عباده بذلك . فما قال أحد منا عنه ذلك ، بل هو قال عن نفسه . و خبره صدق والإيمان به واجب ، سواء أدركت علم ما قال ) ، أي ، أحطت بعقلك بسر ما قال وجعل نفسه راميا في صورة محمدية بعقلك ( أو لم تدركه . فإما عالم ) أي ، فالناس إما عالم . ( وإما مسلم مؤمن . ) بالإيمان التقليدي . ( ومما يدلك على ضعف النظر العقلي من حيث فكره ، كون العقل يحكم على العلة أنها لا تكون معلولة لمن هي ) أي ، العلة . ( علة له . هذا حكم العقل ، لا خفاء به . وما في علم التجلي إلا هذا ، وهو أن العلة يكون معلولة لمن هي علة له . ) ( * )