نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 6
في جملته حيث قدم إلى بغداد ، وملك الحضرة . ولما توفى عضد الدولة ببغداد كان عمر الرضى أبى الحسن أربع عشرة سنة ، وأم الرضى فاطمة بنت الحسين بن الحسن الناصر الأصم صاحب الديلم ، وهو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، عليهم السلام ، شيخ الطالبين وعالمهم ، وزاهدهم وأديبهم وشاعرهم ، ملك بلاد الديلم والجبل ، ويلقب الناصر للحق ، وحفظ الرضى القرآن بعد أن جاوز ثلاثين سنة . وحفظه في مدة وجيزة ، وعرف من الفقه والفرائض طرفا قويا ، وكان عالما شاعرا أديبا مفلقا ، فصيح النظم ضخم الألفاظ ، قادرا على القريض ، متصرفا في فنونه ، إن قصد الرقة في النسيب أتى بالعجب العجاب ، وإن أراد الفخامة وجزالة الألفاظ في المدح وغيره أتى بما لا يشق له فيه غبار ، وإن قصد في المراثى جاء سابقا والشعراء تقطع أنفاسها على أثره ، وكان مع هذا مترسلا ، ذا كتابة قوية ، وكان عفيفا شريف النفس عالي الهمة ، ملتزما بالدين وقوانينه ، ولم يقبل من أحد صلة ولا جائزة ، حتى إنه رد صلات أبيه . وناهيك بذلك شرف نفس وشدة ظلف ، فأما بنو بويه فإنهم اجتهدوا على قبوله صلاتهم فلم يقبل ، وكان يرضى بالاكرام ، وصيانة الجانب ، وإعزاز الاتباع والأصحاب ، وكان الطائع أكثر ميلا إليه من القادر ، وكان هو أشد حبا للقادر ، وأكثر ولاء للطائع منه للقادر .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 6