نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 61
ومثل هذا الحديث الحديث الآخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو : " كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم " : أي لا يستقرون على عهد ، ولا يقيمون على عقد ، يصفهم عليه الصلاة والسلام بقلة الثبات ، وكثرة الانتقالات . والمراد أصحاب الأمانات والعهود ، وإن كان ظاهر اللفظ يتناولها وصريح الكلام يتعلق بها . وذلك أيضا من جملة المجازات المقصود بيانها في هذا الكتاب . والحثالة : الردئ من كل شئ . وأصله ما يتهافت من قشارة التمر والشعير . يقال : حثالة وجفالة وحفالة وجثالة [1] . فشبه عليه الصلاة والسلام بذلك الرذال [2] الباقين من الخيار الذاهبين . وهذا أيضا داخل في باب المجاز [3] . 37 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام وقد خرج ذات
[1] الجفالة : القشارة ، جفله : قشره ، والجثالة : ما تناثر من ورق الشجر ، والحفالة : هي الحثالة ، وقد سبق بيانها ، وهذه الألفاظ كلها تدور على معنى النفاية والردئ . [2] الرذال : الدون الخسيس والردئ من كل شئ . [3] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية : حيث شبه فساد أمر الدين وعدم ثباته في نفوس الناس باضطراب الخاتم في اليد ، أو باضطراب الانسان وقلقه وذهابه ومجيئه بجامع عدم النبات في كل من المشبه والمشبه به ، ثم اشتق من اللفظ الدال على المشبه به وهو المرج بمعنى الاضطراب مرج بمعنى فسد ولم يثبت على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 61