responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 59


أنا مسجون وهو مطلق وهل يأكل المسجون إلا من يد المطلق .
وشبهها عليه الصلاة والسلام بالجنة للكافر من حيث استوعب فيها شهواته ، واستفرغ لذاته ، وقضى فيها الأوطار ، وتعجل المسار ، واستهواه عاجل حطامها . وريق جمامها [1] . فنسى العاقبة واستهان بالمغبة فكان ميت الاحياء كما كان المؤمن حي الأموات . ولى في بعض كتبي فصل هو لائق بهذا الموضع . وذلك قولي : فالحمد لله الذي جعل أهل طاعته أحياء في مماتهم ، كما جعل أهل معصيته أمواتا في حياتهم [2] .
36 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " كيف أنتم إذا مرج الدين " في حديث طويل . وفي هذا القول مجاز لان أصل



[1] الجمام جمع جم : وهو الكثير ، والريق : الرائق الشائق الذي يجذب العين ويخلب اللب ، أي استهواه كثير مفاتنها ، وحسن متاعها .
[2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث تشبيهان بليغان ، حيث شبه الحمى في سبقها الموت بالرائد الذي يسبق قبيلته للبحث عن الكلأ أو غيره ، وشبه الحمى في حبسها الانسان عن القيام بأعماله بالسجن في حبس جسمه عن الخروج إلى المنطلق في الدنيا ، وفيه استعارتان بالكناية حيث شبه الموت بالقبيلة التي ترسل واحدا منها لارتياد المكان وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو الرائد وإثبات الرائد للموت تخييل وشبه الله تعالى بالحاكم في الأرض الذي له سجن يحبس فيه المخالفين له ، وحذفه ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو السجن وإثبات السجن لله تعالى تخييل .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست