نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 284
216 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " اللهم إنا نعوذ بك من الأبهمين " ، قيل : إنهما السيل والحريق ، وقيل : بل هما السيل والجمل الصئول [1] . وتسمية كل واحد من هذه الثلاثة [2] بالأبهم مجاز ، وذلك أن الأبهم هاهنا اسم للشئ لا يملك دفعه ، ولا يستطاع رده ، ولاله نطق فيكلم ، ولا سمع فيهجهج [3] ، ولا معقول [4] فيستعتب . ومن ذلك قيل للفلاة : بهماء ، إذا كانت عمياء المسالك ، لا يتهدى بآياتها [5] ، ولا يستدل بأعلامها [6] . وقال الأعشى : وبهماء بالليل غطشى الفلا * ة يؤنسني صوت فيادها [7]
[1] الصؤول : فعول من صال يصول بمعنى عدا وهجم ، وأصلها صؤول ، قلبت الواو الأولى همزة لتخفيف ثقل النطق بالواوين المضمومتين متجاورتين . [2] الثلاثة : السيل والحريق والجمل . [3] يهجهج : يزجر بالصياح عليه وتخويفه برفع الصوت . [4] المعقول : مصدر ميمي ، أي ، عقل ، ويستعتب : أي يزال سبب عتبه ، كما يزال سبب عتب الانسان العاقل . [5] الآيات : العلامات . [6] الاعلام : جمع علم ، وهو العلامة . [7] وبهماء : الواو واو رب ، بهماء : المراد بها الأرض المبهمة التي ليس بها آيات ولا أعلام . وغطشى : مظلمة ، والفلاة : الأرض المقفرة الخالية من الناس ، والفياد : الطائر الذي ذكره الشريف . يقول الشاعر : إنه شجاع ، فكثير من الأراضي المتاهة المظلمة الموحشة قطعها وخرج منها سالما .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 284