نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 283
ولو قال : أيديهم أذناب خيل شمس ، لكان الكلام مستعارا . ولذلك نظائر كثيرة يطول بذكرها الكتاب [1] ، ولم يرض عليه الصلاة والسلام بقوله : " طف الصاع " في إرادة الغرض الذي تكلمنا عليه في الخبر ، حتى قال : " لم تملؤوه " فزاد المعنى إيضاحا ، والكلام إفصاحا . وفي ضمن هذا القول نهى عن الافتخار على الناس إلا بالفضائل الدينية ، دون الفضائل الدنياوية [2] ، وهو معنى قوله عليه الصلاة والسلام : " ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى " لان فضائل الدين وصل [3] يتوصل بها إلى النعيم الباقي ، والدرج العوالي ، وفضائل الدنيا لا نعدو غايتها ، ولا توصل إلى ما بعدها ، فهي كالغرس الذي لا يثمر ، والزاد الذي لا يبلغ [4] .
[1] هذه الأمثلة التي ذكرها الشريف وجعلها مع الكاف تشبيها ومع عدمها استعارة ، يؤيد ما ذكرناه في مقدمة هذا الكتاب من أن الشريف يعتبر التشبيه البليغ استعارة ، والاصطلاح البلاغي ليس كذلك ، بل يسمى ما ذكر فيه طرفا التشبيه وحذف منه وجه الشبه والأداة تشبيها بليغا . [2] هذا أحد الأوجه الجائزة في النسب إلى دنيا ، ويجوز فيها أيضا دنيوي ، وديني . [3] الوصل : جمع وصلة ، والوصلة والصلة بمعنى واحد ، لان الواو حذفت من " صلة " جوازا حملا على حذفها في مضارع الفعل ، إذ يقال : وصل يصل ، أما حذفها في المضارع فواجب لوقوعها بين الياء والكسرة . [4] الزاد الذي لا يبلغ : هو الزاد الذي لا يكفي المسافر حتى يصل إلى غايته . ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية حيث شبه عدم الكمال الخلقي والديني بطف المكيال بجامع عدم الوصول إلى الغاية في كل ، واشتق من الطفف طف بمعنى ناقص ، على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 283