responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 281


215 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " كلكم بنو آدم طف [1] الصاع لم تملؤوه ، وليس لاحد على أحد فضل إلا بالتقوى " في حديث طويل ، فقوله عليه الصلاة والسلام :
" طف الصاع " ها هنا استعارة . والمراد أن كل من كان من ولد آدم عليه الصلاة والسلام ، فهو ناقص لا يوصف بالتمام ، ولا يعطى مزيد الكمال ، وإنما يتفاضل الناس بأعمالهم ، ويفضلون بكثرة فضائلهم .
وإنما يوصف الانسان بأنه فاضل إذا أضيف إلى الناقص ، وإلا فلا بد من نقائص تتخلل فضائله ، ومساو [2] تتوسط محاسنه . إما بأن يكون فاضلا في حال ، وناقصا في حال ، وإما بأن يكون قاصرا عما فوقه ، وزائدا على من دونه . وقوله عليه الصلاة والسلام : " طف الصاع لم تملؤوه " من العبارات العجيبة عن هذا المعنى ، يريد أن كلكم قاصر عن غاية الكمال ، تشبيها بطف المكيال ، وهو أن يقارب الامتلاء من غير أن يمتلئ . يقال : طف المكيال وطفافه إذا أريد به هذا المعنى ، وهو ضد الطلاع [3] والطفاح ، لان هاتين اللفظتين



[1] الصاع : مكيال تكال به الحبوب ، وهو قد حان مصريان عند أكثر الفقهاء ، وطف الاناء وطففه وطفافه : بفتح الطاء وكسرها ، ما ملا حافته وجوانبه ، ولم يصل إلى رأسه وغايته ، وهو ملؤه أيضا ، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لم تملؤوه احترازا من طف الكيل " بمعنى ملئه .
[2] مساو : جمع مساءة ، وأصلها مساوئ ، سهلت الهمزة بقلبها ياء ، فصارت مثل جواري ثم حذفت الياء للتنوين .
[3] طلاع الشئ : بكسر الطاء ملؤه ، وطفاح الشئ ملؤه أيضا ، ومن ذلك طفاح الأرض ذهبا : أي ملؤها ذهبا .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست