نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 282
يعبر بهما عن بلوغ غاية الامتلاء ، واللفظة الأولى يعبر بها عن الوقوف دون حد الامتلاء . ويقال : إناء طفان إذا بلغ الماء أكثره ولم يبلغ غايته ، ولو قال عليه الصلاة والسلام : أنتم بنو آدم كطف الصاع خرج الكلام عن أن يكون مستعارا ، لان دخول كاف التشبيه في الكلام يخرجه عن باب المجاز ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام في حديث : " خرجت حين بزغ القمر كأنه فلق [1] جفنة " . ومثل قوله عليه الصلاة والسلام في حديث : " فإن الساعة كالحامل المتم [2] التي لا يدرى أهلها متى تفجؤهم بولادها ليلا أو نهارا " ، ولو قال : والقمر فلق جفنة ، والساعة حامل متم ، كان الكلام من حيز الاستعارة . ومن هذا القبيل قوله عليه الصلاة والسلام : " المؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضا " ، ولو قال : بنيان ، لكان من قبيل المجاز . ومثله أيضا قوله عليه الصلاة والسلام لقوم كانوا يرفعون أيديهم في الصلاة : " مالي أراهم يرفعون أيديهم كأنها أذناب خيل شمس [3] " .
[1] فلق الجفنة : نصفها ، والجفنة : القصعة ، وهي تكون بيضاوية الشكل ومثلها يكون مثل الهلال أي متقوسا دائر الوسط دقيق الأطراف . [2] المتم : التي بلغت تمام أشهرها وتهيأت للولادة ، ولكن لا تعلم ساعة ولادتها بالضبط . [3] الشمس : بضم الشين والميم وبتسكين الميم جمع شامس ، وشموس بفتح الشين : وهو الفرس يحمى ظهره من أن يركب ، فهو دائما متوتر الأعصاب يرفع ذيله مع التواء .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 282