نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 280
يريد بالزجر والصهيل حفيف ودقه ، وأزيز رعده . ويحتمل قولهم : رحا الحرب ، وجهين : ( أحدهما ) : أن يريدوا به اللبث والاستقرار . ( والآخر ) : أن يريدوا به الجولان والمدار ، وقد يجوز أن يكون قوله عليه الصلاة والسلام في السحابة : " كيف ترون رحاها " . يريد به صوت رعدها ، كما سألهم عن لمع برقها ، وكثيرا ما تشبه أصوات الرعد القاصفة بقعقعة أصوات الأرحاء [1] الدائرة ، ولا يمتنع أن يعبر عما تسمعه الاذن بعبارة ما تشاهده العين كما يقول القائل لغيره إذا سأله عن سماع الغناء المطرب ، والحداء المعجب : كيف ترى هذا الغناء ، وكيف ترى هذا الحداء ؟ ، وذلك شائع عند أهل اللسان [2] .
[1] الأرحاء : جمع رحى ، وأصلها أرحاي وقعت الياء طرفا أثر ألف زائدة فقلبت همزة . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث ثلاث استعارات تصريحية : 1 - حيث شبه مبادئ السحابة بالقواعد ، بجامع كونها موضع الاستقرار ومنشأ البناء في كل . 2 - حيث شبه فروع السحابة المبثوثة في السماء بفروع الشجر الباسقة العالية بجامع الطول والارتفاع في كل . 3 - حيث شبه استدارتها في السماء بالرحى ، بجامع الاستدارة في كل ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه في الجميع .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 280