نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 265
بكذا على رسله ، أي والكلام هين عليه ، فهو متمهل فيه غير عجل وساكن غير غلق [1] ، فكأن المعنى : إلا من أعطاها في حالتي كرامتها وهوانها ، واستقباحها واستحسانها ، كقولك في حال العسر واليسر ، وعند الطوع والكره . والقول الأول هو المعتمد [2] . 207 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : " أنا برئ من كل مسلم مع مشرك ، قيل : ولم يا رسول الله ؟ قال : لا تراءى ناراهما " ، وهذه استعارة ، وقد قيل في ترائى النارين قولان : ( أحدهما ) أن يكون المراد أن المسلم لا ينبغي له أن يساكن المشرك في بلاد فيكون منه بحيث إذا أوقد كل واحد نارا رآه الآخر ، فجعل الترائي للنارين وهو في الحقيقة للموقدين . والأصل في ذلك المداناة والمقابلة يقول القائل : دور بنى فلان تتناظر ، أي تتدانى وتتقابل ، ويقولون للمسترشد : إذا أخذت في طريق كذا فنظر إليك الجبل فخذ عن يمينه أو عن يساره ، والمراد إذا قابلك الجبل فنظرت إليه ، فجعلوا النظر له ، لأنهم أقاموا الجبل مقام
[1] غير غلق : غير مكره ، والمراد هنا غير المعجل ، أو غير المدفوع إلى الاسراع في الكلام . [2] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارة تبعية ، حيث شبه تمكين الدواب من الرعى بإعطائها أسنانها التي تأكل بها ، بجامع إيجاد وسيلة الاكل في كل ، واشتق من إعطاء الأسنة بمعنى التمكين ، أعطوا بمعنى مكنوا على طريق الاستعارة التبعية .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 265