نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 26
9 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في عمرة الحديبية عند كلام جرى في شأن قريش : " فإن اتبعونا اتبعنا منهم عنق يقطعها الله " ، وفي هذا القول استعارة ، لأنه عليه الصلاة والسلام شبه من تبعه منهم في المتلاحق والامتداد والجد والاجتهاد بالعنق الواحدة التي لا تختلف أجزاؤها ، ولا تتباين أعضاؤها ، فهو أشد لقوتها ، وأوهن لصدمتها . وعلى هذا المعنى قول الشاعر ، وأنشدناه شيخنا أبو الفتح عثمان بن جنى النحوي رحمه الله في حال القراءة عليه : أبلغ أمير المؤمنين * أخا العراق إذا أتيتا أن العراق وأهله * عنق إليك فهيت هيتا [1] ولقول الشاعر : عنق إليك معنيان : ( أحدهما ) أن يكون على الوجه الذي ذكرناه أولا من تشبيه الطالبين له ، والقاصدين إليه ، بالعنق في التلاحق إلى فنائه ، والتسرع إلى لقائه . ( والمعنى الآخر ) أن يكون أراد : أهل العراق على توقع لوروده وتشوق إلى طلوعه ، فهم كالعنق الممتدة نحوه ، وذلك على المتعارف
[1] قال في القاموس : هيت به صاع ودعاه ، وهيت لك مثلثة الآخر ، وقد يكسر أوله أي هلم . والمعنى أن العراق وأهله متفقة على الرضا يك ، كالعنق في التصاق بعضها ببعض والتفافها ممدودة إليك تريد حضورك فأقبل إليها .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 26