نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 27
بيننا من قول القائل منا إذا أراد أن يعبر عن انتظاره لوارد أو توقعه لطالع أن يقول : عنقي ممتدة إلى ورود فلان . كما يقول : عيني ممدودة إلى طلوع فلان . وقول الشاعر في البيت الثاني " فهيت هيتا " يشهد بأن مراده الوجه الأخير من الوجهين لان في هذا القول حثالة على التعجل ، وإزعاجا إلى التسرع . فأما قول الله سبحانه وتعالى : " فظلت أعناقهم لها خاضعين " . فقد فسر أيضا على وجهين أوردناهما في مواضع من كلامنا في تأويل القرآن . ( فأحد الوجهين ) أن يكون سبحانه ذكر الأعناق ، ثم رد الذكر على أصحاب الأعناق لان خضوع الأعناق هو خضوع أصحابها لما لم يكن خضوعهم إلا بها . ( والوجه الآخر ) أن يكون أراد الجماعات ، لأنه قد تسمى الجماعة عنقا على الوجه الذي قدمنا ذكره . يقول القائل : جاءني عنق من الناس ، أي جماعة فيكون خاضعين صفة للجماعات ، والمعنى في ذلك ظاهر غير محتاج إلى التأويل . وقد يجوز أن يكون الأعناق هاهنا كناية عن السادات والمتقدمين من القوم . يقال هؤلاء أعناق القوم : أي ساداتهم . كما يقال هؤلاء رؤوسهم وعرانينهم . ذكر ذلك صاحب العين [1] في كتابه . وقال لي أبو حفص
[1] العين : اسم كتاب وصاحبه هو الخليل بن أحمد الفراهيدي .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 27