نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 225
181 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في هذا العهد وهو يذكر أوقات الصلاة : " والعصر إذا كان ظل كل شئ مثله ، وكذلك ما دامت الشمس حية ، والعشاء إذا غاب الشفق إلى أن تمضى كواهل الليل " وهاتان استعارتان : أولاهما قوله عليه الصلاة والسلام : " ما دامت الشمس حية ، والمراد بحياة الشمس هاهنا كونها في بقية من الاحمرار ، من قبل أن يفضى إلى الحؤول [1] والاصفرار ، ومن هناك قالوا : شمس مريضة إذا ولى احمرارها ، وأقبل اصفرارها ، وعلى هذا قول الشاعر : لدن غدوة حتى نزعن عشية * وقد مات شطر الشمس والشطر مدنف [2] فجعل نصفها ميتا لما تصرم [3] أكثر ضيائها ، وجعل نصفها مدنفا ، لما كان من التصرم على شفا [4] ، ومثل ذلك قوله الراجز : * والشمس قد كادت تكون دنفا *
[1] الحؤول مصدر حال : بمعنى تحول وتغير . [2] الشطر : النصف ، وقد كان هذا البيت في الطبعتين السابقتين على هذه الطبعة " والشمس مدنف " ولكن الصحيح ما ذكرناه هنا ، والمدنف : المريض . وكانت كلمة نصفها في الطبعتين السابقتين " يصفها " بالياء أولها مع وضع ضمة على الفاء ، باعتبار الكلمة فعلا مضارعا ، وهذا غير صحيح ، والصحيح ما ذكرناه جعل الشاعر نصف الشمس الذي غاب ميتا ونصفها الباقي الأصفر مريضا . [3] تصرم : ذهب وانقضى . [4] شفا كل شئ : حرفه ونهايته أي لما كان نصفها الآخر على حافة الغروب .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 225