نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 224
وتنقله [1] ، فهذا غذاء للأرواح ، كما أن ذلك غذاء للأجسام . وقد يجوز أن يكون المراد أن القلوب تنفرج بحكم القرآن وآدابه ، كما تنفرج العيون بأنوار الربيع وأعشابه . والربيع : اسم للغيث في الأصل ، ثم صار اسما عندهم لما ينبت عن الغيث من أفانين [2] النور والعشب ، ألا ترى إلى قول الشاعر ، وهو يريد الغيث : أنت ربيعي والربيع ينتظر * وخير أنواء الربيع ما بكر [3] وهذا كما سموا الغيث سماء ، لان نزوله يكون من جهة السماء . قال الشاعر : إذا سقط السماء بأرض قوم * رعيناه وإن كانوا غضابا أراد إذا سقط الغيث ، ثم قال : رعيناه ، فرد الكلام على ما ينبت عن الغيث من الرعى الجميم [4] ، والكلأ العميم ، ومثل هذا في كلامهم كثير مستفيض ، والربيع أيضا : النهر الصغير ، وفى الحديث : وما سقى الربيع ، وجمعه أربعاء [5] على وزن أنصباء .
[1] تنقل الربيع : أي انتقال الإبل من مكان إلى مكان فيه حيث تكثر المراعى . [2] الأفانين جمع أفنان : والأفنان جمع فن : وهو النوع . [3] الأنواء جمع نوء : وهو في الأصل النجم الذي يطلع في السماء فيصحب طلوعه ريح ممطرة والمراد به هنا المطر ، وبكر : جاء مبكرا في أول الربيع ، لأنه يجئ على حاجة إليه وشوق بعد طول جفاف . [4] الجميم : الكثير ، يقال شئ جم وجميم : بمعنى كثير والرعي بكسر الراء : النبات الذي يرعى . [5] هذا الذي ذكره الشريف أحد قولين في جمع الربيع ، وقيل يجمع على أربعة ورباع ، والذي ذكره الشريف قوى .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 224