responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 226


أي قد قاربت أن تشفى على الغروب ، كما يشفى الدنف المريض على الخفوت ، فجعلها دنفا مبالغة في وصفها بنقصان اللون وحؤول [1] الضوء على أصل وصفهم لها بالمرض ، ولوصفهم الشمس بالموت في أشعارهم وجه آخر ، وهو أنهم إذا أرادوا أن يصفوا يوم الحرب باشتداد الحر ، واسوداد الأفق للقتام [2] المتراكب والنقع المتعاظل [3] يقيمون تغيب الشمس ، واحتجابها ، مقام انقراضها وذهابها ، و ( الاستعارة الأخرى ) قوله عليه الصلاة والسلام " إلى أن تمضى كواهل الليل " [4] ، والمراد إلى أن تمضى أوائله ، فسماها كواهل تشبيها لليل بالمطايا السائرة التي تتقدم أعناقها وهواديها ، ويتبعها أعجازها وتواليها ، ومن هناك قالوا في الساري ليلا : اتخذ الليل جملا ، ويقولون ركب الليل ، وامتطى الليل لما جعلوه بمنزلة الظهر المركوب والبعير المرحول [5] .



[1] حؤول الضوء : ثغيره واستحالته من الاحمرار إلى الاصفرار .
[2] القتام : الغبار ، والمتراكب : المتراكم .
[3] النقع : الغبار ، والمتعاظل : المتشابك .
[4] ما في الحديث من البلاغة : في الحديث استعارتان الأولى تبعية في قوله حية حيث شبه قوة الشمس بالحياة . بجامع ظهور الأثر وشدته في كل ، واشتق من الحياة بمعنى القوة حية بمعنى قوية على طريق الاستعارة التبعية ، والثانية تصريحية في قوله : كواهل الليل ، حيث شبه أوائل الليل بكواهل الإبل بجامع الأسبقية في كل ، واستعمل لفظ المشبه به في المشبه .
[5] المرحول : المتخذ راحلة مركوبة عليها الرحل .

نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست