نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 15
مقام الحشا التي تجمع هذه الأعضاء الشريفة كالقلب والنياط [1] ، والكبد والفؤاد [2] ، وجعل رجال قريش كشعب الكبد التي تحنو عليها الأضالع ، وتشتمل عليها الجوانح ، وقاية لها ، ورفرفة عليها . 2 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام وقد نظر إلى أحد منصرفه [3] من غزاة خيبر : " هذا جبل يحبنا ونحبه " ، وهذا القول محمول على المجاز ، لان الجبل على الحقيقة لا يصح أن يحب ولا يحب ، إذ محبة الانسان لغيره إنما هي كناية عن إرادة النفع له ، أو التعظيم المختص به على ما بيناه في عدة مواضع من كتابينا المشهورين في علوم القرآن [4] ، وكلا الامرين لا يصح على الجماد : لا التعظيم المختص به ، ولا النفع العائد عليه ، فمستحيل أن يعظم ، أو يعظم ، أو ينفع ،
[1] النياط : الفؤاد ، وهو القلب فهو من عطف المرادف . [2] الفؤاد : هو القلب فتكون هذه الكلمات الأربع راجعة إلى كلمتين " القلب والكبد " . ما في الحديث من البلاغة : استعمال الأفلاذ في الناس استعارة تصريحية ، وتشبيه مكة بالشخص الذي له كبد وحذفه استعارة مكنية وإثبات الكبد إلى مكة تخييل . [3] منصرفه : اسم زمان من الفعل انصرف والمعنى وقت انصرافه من غزوة خيبر . [4] هما " حقائق التنزيل ودقائق التأويل " و " تلخيص البيان عن مجازات القرآن " . ما في الحديث من البلاغة . استعمال الجبل في ساكنيه مجاز عقلي علاقته المحلية ، من إطلاق المحل وإرادة الحال ، وكذلك المجاز في الحديث الآخر نهران مؤمنان ونهران كافران على التأويل الذي ارتضاه الشريف الرضى .
نام کتاب : المجازات النبوية نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 15