نام کتاب : المراجعات نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 321
أو يزجروا عن الشئ ، ثم لا ينزجرون عنه ، تعالى الله عن إرسال من هذا شأنه علوا كبيرا . أما ما رواه مسلم وغيره عن عائشة إذ قالت : ما ترك رسول الله دينارا ولا درهما ، ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشئ ، فإنما هو كسابقه ، على أنه يصح أن يكون مرادها أنه ما ترك شيئا على التحقيق ، وأنه إنما كان صفرا من كل شئ يوصي به ، نعم لم يترك من حطام الدنيا ما يتركه أهلها ، إذ كان أزهد العالمين فيها ، وقد لحق بربه عز وجل وهو مشغول الذمة بدين [1] ( 781 ) وعدات ، وعنده أمانات تستوجب الوصية ، وترك مما يملكه شيئا يقوم بوفاء دينه ، وإنجاز عداته ويفضل عنهما شئ يسير لوارثه ، بدليل ما صح من مطالبة الزهراء بإرثها ( 2 ) عليها السلام ( 782 ) . 2 - على أن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قد ترك من الأشياء المستوجبة للوصية ما لم يتركه أحد من العالمين ، وحسبك أنه ترك دين الله القويم في بدء فطرته وأول نشأته ، ولهو أحوج إلى الوصي من الذهب والفضة ، والدار والعقار ، والحرث والأنعام ، وأن الأمة بأسرها ليتاماه وأياماه ، المضطرون إلى وصيه ليقوم مقامه في ولاية أمورهم ، وإدارة شؤونهم الدينية والدنيوية ويستحل على رسول الله صلى الله عليه وآله ، أن يوكل دين الله - وهو في مهد نشأته - إلى الأهواء ، أو يتكل
[1] فعن معمر عن قتادة : أن عليا قضى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشياء بعد وفاته كان عامتها عدة حسبت أنه قال خمس مئة ألف درهم ، الحديث ، فراجعه في ص 60 من الجزء الرابع من كنز العمال وهو الحديث 1170 من أحاديثه . ( 2 ) كما أخرجه البخاري في أواخر باب غزوة خيبر ، من صحيحه ص 37 من جزئه الثالث . وأخرجه مسلم في باب قول النبي : لا نورث ما تركناه فهو صدقة ، من كتاب الجهاد من صحيحه ص 72 من جزئه الثاني .
321
نام کتاب : المراجعات نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 321