نام کتاب : المراجعات نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 322
في حفظ شرائعه على الآراء ، من غير وصي يعهد بشؤون الدين والدنيا إليه ، ونائب عنه يعتمد - في النيابة العامة - عليه ، وحاشاه أن يترك يتاماه - وهم أهل الأرض في الطول والعرض - كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ليس لها من يرعاها حق رعايتها ، ومعاذ الله أن يترك الوصية بعد أن أوحي بها إليه ، فأمر أمته بها وضيق عليهم فيها . فالعقل لا يصغي إلى إنكار الوصية مهما كان منكرها جليلا ، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله ، إلى علي في مبدأ الدعوة الاسلامية ، قبل ظهورها في مكة حين أنزل الله سبحانه ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) كما بيناه - في المراجعة 20 - ولم يزل بعد ذلك يكرر وصيته إليه ، ويؤكدها المرة بعد المرة بعهوده التي أشرنا فيما سبق من هذا الكتاب إلى كثير منها ، حتى أراد وهو محتضر - بأبي وأمي - أن يكتب وصيته إلى علي تأكيدا لعهوده اللفظية إليه ، وتوثيقا لعرى نصوصه القولية عليه ، فقال صلى الله عليه وآله : " ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي . تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله [1] ( 783 ) . ا ؟ . " وعندها علم ( ص ) أنه لم يبق - بعد كلمتهم هذه - أثر لذلك الكتاب إلا الفتنة ، فقال لهم : قوموا واكتفى بعهوده اللفظية ، ومع ذلك فقد أوصاهم عند موته بوصايا ثلاث : أن يولوا عليهم عليا ، وأن يخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأن يجيزوا الوفد بنحو ما كان يجيزه ، لكن السلطة والسياسة يومئذ ما أباحتا للمحدثين أن يحدثوا بوصيته الأولى ، فزعموا أنهم نسوها . قال البخاري في آخر الحديث المشتمل على قولهم هجر
[1] أخرجه بهذه الألفاظ محمد بن إسماعيل البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه ص 118 من جزئه الثاني ، وأخرجه مسلم في صحيحه ، وأحمد بن حنبل من حديث ابن عباس في مسنده ، وسائر أصحاب السنن والمسانيد .
322
نام کتاب : المراجعات نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 322