نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 5
ولما كانت الفطرة كما مر آنفا ، هي الطينة العجين بها خلق الانسان ، أكد قوله : ( لا تبديل لخلق الله ) بقوله : ( ذلك الدين القيم ) اي لا يفارق الدين الفطرة ، بل من رجع إلى فطرته ، هو الذي أقام وجهه نحو الدين ، ومن غفل عن فطرته ولم يتبع المتابعين للفطرة من الأنبياء والأولياء عليهم السلام ، فقد أدبر عن الدين ولم يلتفت إليه بوجه . ولعل قوله تعالى في ذيل الكريمة : ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) تعريض لمن غفل عن حقيقة فطرته ولم يقم وجهه إليها ، بل ولم يتفطن ، لما يستفاد من ظاهر الآية الشريفة وما ورد في تفسيرها عن العترة الطاهرة عليهم السلام . وكيف كان ، فلا ينبغي الريب في أن الأخلاق الحقيقية إنما تحصل بالرجوع إلى الفطرة ، إذ المحجوب بحجب التعلقات المادية ، إذا أبصر بقلبه وارتفعت عنه تلك الحجب بالعلم النافع والعمل الصالح ، ورجع إلى فطرته الأصلية ، لا يتيسر له بعد ذلك أن يعمل خلاف ما رجع إليه ، أعني الفطرة . والمفروض أنه مفطور على التوحيد . فلا محيص له حينئذ عن التخلق بالأخلاق الإلهية . ولا يخفى أن المراد بمكارم الأخلاق في مثل قول الصادق عليه السلام : ( ان الله خص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكارم الأخلاق ، فامتحنوا أنفسكم فان كانت فيكم ، فاحمدوا الله عز وجل ) [1] الحديث ، وقول أبي الحسن موسى عليه السلام : ( خص رسله بمكارم الأخلاق ، فامتحنوا أنفسكم . ) [2] ، وقوله صلى الله عليه وآله في الحديث المعروف : ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . ) [3] وقوله صلى الله عليه وآله : ( عليكم بمكارم الأخلاق ! فإن ربي بعثني بها . ) [4] وما يشابهها من الروايات أيضا
[1] بحار الأنوار ، ج 69 ، ص 368 ، الرواية 5 . [2] بحار الأنوار ، ج 69 ، ص 394 ، الرواية 77 . [3] سفينة البحار ، ج 1 ، ص 410 . [4] وسائل الشيعة ، ج 8 ، ص 521 ، الرواية 6 .
5
نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 5