نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 6
هو الرجوع إلى الفطرة . فمن أمعن النظر وتأمل في الأحاديث التي أحصي فيها مكارم الأخلاق ، يقطع بأنها إنما تتحصل وتتجلى لمن لا حجاب بينه وبين فطرته كالأنبياء والأولياء عليهم السلام ، فهم المتخلقون بمكارم الأخلاق ، المخصوصون بها ، لأنهم ائتمروا بأمره تعالى ، فأقاموا وجوههم للدين أي الفطرة ، حنفاء لله غير مشركين به . وبعد هذه المقدمة الوجيزة ، نلفت أنظار القراء الكرام إلى حديث ، هو في الحقيقة أول مجلس يبحث فيه عن الأخلاق من لدن عليم حكيم ، من المعلم الأول ، العلي الاعلى ، ذاك هو الله تبارك وتعالى ، للمتعلم الأول ، قطب رحى الوجود ، وأول ما صدر عن ذي الجود ، الحائز للمقام المحمود ، والواصل لدرجة الشهود ، ذي الخلق العظيم ، والعقل الكامل السليم ، سيد المرسلين ، والمبعوث رحمة للعالمين ، أبي القاسم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله . وإن وقعت لغيره صلوات الله عليهم من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام أيضا تكليمات وجرت بينهم وبين رب العالمين مكالمات ، إلا أنهم عليهم السلام لم يكونوا بمثابته صلى الله عليه وآله ولم يصلوا إلى منزلته . فإنه بالزيادة عليهم في تلك المكالمات كما وكيفا لجدير وكفى به عزا وشرفا . كيف ! وهو خاتم النبيين ، وكان نبيا وآدم بين الماء والطين ، اجتباه ربه لنفسه واصطفاه ، ثم دنى فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى دنوا واقترابا من العلي الاعلى . ثم إن هذا الحديث الشريف ، أعني حديث المعراج يشتمل على ثلاثة أمور مهمة : الأول : هداية السالك إلى الأمور التي ينبغي التمسك والالتزام بها ، أو التي يلزم التحرز والاجتناب عنها للوصول إلى المقصد الأصلي ، أعني رفع الحجاب عن الفطرة . الثاني : الحث والترغيب على العمل بالامر الأول . الثالث : التوجه والالتفات إلى المقصد في جميع الشؤون ومراحل السلوك ، والتذكر لنتائجه . وقد نقل أصل الحديث أبو محمد الحسين بن أبي الحسن بن محمد الديلمي رحمه
6
نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 6