نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 4
الحسنات وترك السيئات ، بل حقيقة الأخلاق هي فعلية مقتضى الفطرة الإلهية في الانسان . ولا تحصل هذه الفعلية إلا بممارسة العلم النافع ومداومة العمل الصالح ، وأما أحدهما بدون الآخر ، فلا يكون منتجا لها ، فحقيقة الأخلاق إنما هي النتيجة الحاصلة من رجوع الانسان إلى فطرة التوحيد . ولما كان الفطرة في الحقيقة منشأ للأخلاق وأصلا لها ، أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله في كتابه بالتوجه لها بقوله : ( فأقم وجهك للدين حنيفا ) [1] ، حتى نتوجه بقلوبنا وتمام وجودنا إلى الدين ، إذ المراد بالكريمة هو ذلك ، وليس المراد إقامة الوجه صورة وظاهرا . ثم عقب هذا البيان بقوله تعالى : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) [2] ، فانكشف بذلك أن المراد بالدين في صدر الكريمة هي الفطرة ، وهذه هي التي أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله بالتوجه إليها . ومن المعلوم أن الامر لا يختص به صلى الله عليه وآله ، بل يشمل الأوصياء عليه السلام وكل من تبعهم . فالمراد من الدين ، هي الطينة المخمور بها خلق الانسان ، وليس معناه ظاهر الشرع المبين فحسب ، وإن كان الظاهر مطابقا لتلك الطينة أيضا ، وليست هذه الطينة التي بها خمر خلق الانسان إلا التوحيد والمعرفة كما يستفاد ذلك من قول الصادق عليه السلام في ذيل كلامه تعالى : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) [3] حيث قال عليه السلام : فطرهم على التوحيد ، [4] وكذا قول أبي جعفر عليه السلام جوابا لسؤال زرارة حيث قال : سألته عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( حنفاء لله غير مشركين به ) [5] وعن الحنفية فقال عليه السلام : ( هي الفطرة التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله . قال : فطرهم على المعرفة . ) [6]
[1] الروم ، 30 . [2] الروم ، 30 . [3] الروم ، 30 . [4] بحار الأنوار ، ج 3 ، ص 277 ، الباب 11 ، الرواية 6 . [5] الحج : 31 . [6] بحار الأنوار ، ج 3 ، ص 279 ، الباب 11 ، الرواية 11 .
4
نام کتاب : سر الإسراء في شرح حديث المعراج نویسنده : الشيخ علي سعادت پرور جلد : 1 صفحه : 4