responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 323


فإن المقياس في صدق [ آل محمد ] هو كتاب الله وحقا هو ميزان لتقييم الشخصية المؤمنة . وأما العاصون منهم فيرجى لهم المغفرة والرحمة ، ولعل قول النبي إبراهيم عليه السلام يشير إلى هذا في الآية المذكورة : { ومن عصاني فإنك غفور رحيم } .
ورأيت كثيرا من الأخبار أن النسب النبوي قد يكون سببا للتوبة والعاقبة الحسنة ولا يخرج صاحبه من الدنيا إلا تائبا كرامة له ولأهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، إلا اللهم إذا لم يكن في الواقع متحدرا منهم ، ولا ننسى مرحلة البرزخ والتطهير لبعضهم . .
وذكر في الصواعق : أنه كان من نوادر أبي العينا أنه غض من بعض الهاشميين فقال له :
أتغض مني وأنت تصلي علي في كل صلاة في قولك : [ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ] ؟ فقال : إني أريد الطيبين الطاهرين منهم ) 61 ) .
وقال السمهودي في جواهر العقدين ، معلقا على تجرأ أبي العيا [62] : ولا يخفى موقع ذلك من الجفاء التام ومنابذته لما يستحقه أهل البيت من الاحترام وكل هاشمي فهو طيب طاهر بحسب أصله ونطفته ، وأدلة الأمر بالصلاة على الآل تشمله ، إذ المعول فيها على كونه مسلما من بني هاشم والمطلب كما سبق عن البيهقي ( في كتابه ) .
والمنظور إليه في ذلك مجرد القرابة ، وليس النظر فيه إلى ما يعرض من الأفعال ، والقصد بمشروعية ذلك رعاية حق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فيهم ، فكيف يتصرف فيما شرعه من ذلك بإخراج بعضهم . فكيف يبخل بالصلاة التي هي طلب الرحمة لواحد من أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يستحي منه صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك ! ! مع أنه يندب لكل مسلم طلب الرحمة التي هي من معنى صلاة الله عليهم لآحاد عصاة الأمة فضلا عن أهل البيت النبوي ، وإن حملنا الصلاة على معنى الرحمة المقرونة بالتعظيم فتعظيم كل منهم لحسب ما يليق به على ما يقتضيه حكمة المعطي لذلك ، فحظ من لم يكن طاهر الأفعال من ذلك تعظيمه بطهارتها ، وصونه النفس عن غوايتها .


( 61 ) الصواعق المحرقة ، وفتح الباري في شرح البخاري عند شرحه الحديث المذكور في مطلب الكيفيات .
[62] قال في الكنى والألقاب ، ج : 1 ، ص : 129 : أبو العيناء هو أبو عبد الله محمد بن القسم بن خلاد الأهوازي البصري من تلامذة أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري ، كان من أوحد عصره في الشعر والفنون الأدبية ، وكان من عداد الظرفاء والأذكياء ، وكان حاضر الجواب يجيب أكثر المطالب بالقرآن المجيد ويتشهد به كثيرا نقل ابن خلكان كثيرا من أجوبته ونوادره ، حكي أنه عمي في حدود الأربعين من عمره ، فسئل يوما ما ضرك العمى ؟ فقال شيئان : أحدهما أنه فات مني السبق بالسلام ، والثاني أنه ربما ناظرت الرجل فهو يكفهر وجهه ويعبس ويظهر الكراهية وأنا لا أراه حتى أقطع الكلام . توفي بالبصرة سنة : 283 . قال المسعودي في مرود الذهب في سنة 284 ، انحدر أبو العيناء من مدينة السلام إلى البصرة في زورق فيه ثمانون نفسا فغرق الزورق ولم يخلص ممن كان فيه إلا أبو العيناء وكان ضريرا يتعلق بطلال الزورق فأخرج حيا وتلف كل من كان فيه فبعد أن سلم ودخل البصرة مات انتهى .

323

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست