وردت من طرق صحيحة تقدمت بعضها في الأحاديث السابقة [1] .
وقد أورد الشيخ مرتضى في تعليقته على ابن عقيلة طرق ابن المفضل الذي روى الحديث ، وقال وأخرجه ابن مسدي ، عن عدة طرق يتصل إلى العجلي عن عدة شيوخ أطال في سرده عنهم مع اختلاف سياقهم ونقل في آخره ، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن النميري الحافظ ما نصه : هذا الحديث لا يحفظ عن علي رضي الله عنه إلا من هذا الوجه المتكلم عليه من غير طريق عمرو بن خالد فيحكم على الحديث بالبطلان للطعن الوارد في سند الحاكم ، وقد قدمنا أن القاعدة عند أهل الحديث أن الحكم ببطلان سند لا يلزم منه بطلان الحديث إذا ورد من طريقة أخرى ، وقد تكلم على هذا الحافظ ابن حجر وغيره . ثم قال بعد ذلك :
قال : الحافظ جلال الدين السيوطي في [ اللئالي المصنوعة ] : واعلم أنه جرت عادة الحافظ كالحاكم ، وابن حبان ، والعقيلي وغيرهم أنهم يحكمون على الحديث بالبطلان من حيثية سند مخصوص لكون راويه اختلق ذلك السند لذلك المتن ، ويكون ذلك المتن معروفا من وجه آخر ، ويذكرون ذلك في ترجمة ذلك الراوي ويجرحونه به فيغتر ابن الجوزي بذلك ، ويحكم على المتن بالوضع مطلقا ، ويورده في كتاب الموضوعات ، وليس هذا بلائق . وقد عاب عليه الناس ذلك آخرهم الحافظ ابن حجر . ثم قال : وكثيرا ما تجدهم يقولون : هذا الحديث بهذا الإسناد باطل أي وهو بغيره ليس بباطل ، فمثل هذا

[1] - أقول : وقد روى الحديث غيرهما من المحدثين والعلماء منهم : 3 روى الشيخ عبد الحفيظ الفاسي الفهري في [ الآيات والبينات ] ، ص : 240 . 4 أورده السيوطي في [ الجامع الكبير ] ، عن ابن منده والترمذي . 5 - القاضي عياض المغربي في كتابه [ الشفاء ] ، ج : 2 ، ص : 60 . 6 رواه الحافظ أبو القاسم الرافعي في [ التدوين في أخبار قزوين ] ، ج : 3 ، ص : 156 . 7 والحمويني في [ فرائد السمطين ] ، ص : 8 . 8 والسيوطي الشافعي في [ ذيل اللئالي ] ، ص : 153 . 9 وبا كثير الحضرمي في [ وسيلة المآل ] ص : 71 . 10 وفي [ بغية الوعاة ] ص : 442 . 11 - والقاضي أبو اليمن الحنبلي في [ الأنس الجليل ] . 12 وأبو عبد الله النميري المغربي في [ الإعلام بفضل الصلاة على النبي ] ص : 26 . 13 وأبو بكر الحضرمي ، في [ رشفة الصادي ] ، ص : 76 . 14 والقاضي الشيخ محمد المعروف باقكرماني في [ شرح الأربعين ] ص : 111 . 15 والشيخ عبد النبي القدوسي في [ سنن الهدى ] ، ص : 56 . 16 والسخاوي في [ القول البديع ] ، ص : 50 . 17 ومن الخاصة ذكره الأربلي في [ كشف الغمة ] ، ج : 2 ، ص : 61 .

291