responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 150


على خلقه ، كما قال الله تعالى : { قل فلله الحجة البالغة } [ الأنعام : 149 ] ، أغشى أبصارهم ، وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك ، فتركوه بحاله ، وحجبوا عن تأكيد الملتبس بإبطاله ، فالسعداء ينتبهون عليه ، والأشقياء يعمون عنه ، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
أقول : قوله عليه الصلاة والسلام : ( لأسقطوها مع ما أسقطوا منه ) يعنى لأسقطوها مع العبارات التي نزلت مع الآيات تفسيرا أو تأويلا لها وإلا فإن القرآن مصون من التحريف وقد عهد الله تعالى حفظه وصيانته عن أي بطلان : قال عز وجل : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } [ فصلت : 43 ] وقال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [ الحجر : 9 ] أو يقال هو من أسباب الحفظ عن التحريف .
ويعلم من كلامه عليه الصلاة والسلام أن من أسباب حفظ الكتاب عن التحريف هو ذكر الرموز دون التصريح حيث قال عليه الصلاة والسلام : [ ثم إن الله جل ذكره لسعة رحمته ، ورأفته بخلقه ، وعلمه بما يحدثه المبدلون من تغيير كتابه ، قسم كلامه ثلاثة أقسام : فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل ، وقسما لا يعرفه إلا من صفى ذهنه ، ولطف حسه ، وصح تمييزه ممن شرح الله صدره للإسلام ، وقسما لا يعرفه إلا الله وأمناؤه والراسخون في العلم .
وإنما فعل الله ذلك لئلا يدعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من علم الكتاب ما لم يجعله الله لهم ، وليقودهم الاضطرار إلى الإئتمام لمن ولاه الله أمرهم . . . فأما ما علمه الجاهل والعالم من فضل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كتاب الله ، فهو قول الله عز وجل : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } [ النساء : 80 ] .
وقوله : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا آيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } : ولهذه الآية ظاهر وباطن ، فالظاهر قوله : { صلوا عليه }

150

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست