responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 217


وعن معاوية بن وهب قال سألت أبا عبد الله عليه الصلاة والسلام عن قول الله تبارك وتعالى { لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا } : قال نحن والله المأذون لهم في ذلك اليوم ، والقائلون صوابا . قلت : جعلت فداك وما تقولون ؟ قال : نمجد ربنا ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا ، فلا يردنا ربنا [32] .
المعنى الخامس : الذي تحمله الصلاة فيما تحمل : ( الرحمة ) فإن الرحمة من مصاديق الصلاة ومرحلة من مراحلها وهي في اللغة رقة القلوب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان ، ومنه الرحم لانعطافه على ما فيه من جنين ، والمراد هنا التفضل وضروب الإحسان ، وبعبارة أخرى هي التخلص من أقسام الآفات وإرسال الخيرات إلى أرباب الحاجات ، فتندرج تحت العنوان العام .
وللرحمة أيضا معنى آخر هو بسط الرزق ، وعدم انقطاع مواده عن كل مخلوق ، وهو ما به قوام وجوده وكماله اللائق به ، فرزق البدن ما به نشوءه ونموه وكماله ، ورزق الحس إدراكه المحسوسات ، ورزق الوهم المعاني الجزئية ، ورزق العقل المعاني الكلية والعلوم الحقة والمعارف المبدئية والمعادية ، ورزق الخيال إدراك الخيالات من الصور والأشباح المجردة عن المادة ، وهكذا رزق كل بحسبه ، كما أن إفاضة الوجود على كل موجود رزق أيضا ، وكل هذه من رحمة الله الواسعة التي هي صفة الرحمن التي تقتضيها الصلاة على محمد وآل محمد في بعض مقاماتها بحسب حال المصلي .
وهناك رحمة يقال لها القريبة من المحسنين ومعناها المراتب العالية والدرجات الرفيعة والكرامات الوافرة والنعم الجزيلة .
وعليه فمعنى الصلاة بالرحمة يمكن أن تقع تفسيرا لصلاة الله ، وصلوات ملائكته ، وكذلك صلوات المؤمنين ، أما من الله فتعني طلب إنزال الرحمة التي تختص بهم بنحو خاص ، ومن الملائكة استنزال لتلك الرحمة لرفع درجاتهم ، وقربهم من المبدأ ، فإن المصلى عليهم أقرب واسطة بين الخالق والمخلوق ، وتكون من الناس استرحام أي طلبا



[32] البحار ج : 8 ص : 41 رواية : 28 ، وأيضا في كنز جامع الفوائد محمد بن العباس عن الحسن عن محمد بن عيسى عن يونس عن سعدان مثله وعن الكاظم عليه الصلاة والسلام أيضا مثله .

217

نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست