responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 89


واصل هذا الفساد من قبل الخوارج فهم أول من لعن السلف الصالح وتكفير الصحابة رضي الله عن الصحابة ومثل هذا كله يورث العداوة والبغضاء وأيضا فإن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع والتشريد بهم والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم بالقتل فما دونه وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم حسبما تقدم وذلك مظنة القاء العداوة والبغضاء لكن الدرك فيها على من تسبب في الخروج عن الجماعة بما أحدثه من اتباع غير سبيل المؤمنين لا على التعادي مطلقا كيف ونحن مأمورون بمعاداتهم وهم مأمورون بموالاتنا والرجوع إلى الجماعة ؟
وأما انها مانعة من شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فلما روى أنه عليه السلام قال حلت شفاعتي لأمتي الا صاحب بدعه ويشير إلى صحة المعنى فيه ما في الصحيح قال أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وانه سيؤتى برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال إلى قوله فيقال لم يزالوا مرتدين على أعقابهم الحديث وقد تقدم ففيه أنه لم يذكر لهم شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما قال فأقول لهم سحقا كما قال العبد الصالح ويظهر من أول الحديث ان ذلك الارتداد لم يكن ارتداد كفر لقوله وانه سيؤتى برجال من أمتي ولو كانوا مرتدين عن الاسلام لما نسبوا إلى أمته ولأنه عليه السلام أتى بالآية وفيها « وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم » ولو علم النبي صلى الله عليه وسلم انهم خارجون عن الاسلام جمله لما ذكرها لان من مات على الكفر لا غفران له البتة وإنما يرجى الغفران لمن لم يخرجه عمله عن الاسلام لقول الله تعالى « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » ومثل هذا الحديث حديث الموطأ لقوله فيه فأقول فسحقا فسحقا واما انها رافعه للسنن التي تقابلها فقد تقدم الاستشهاد عليه في أن الموقر لصاحبها معين على هدم الاسلام واما ان على مبتدعها إثم من عمل بها إلى يوم القيامة فلقوله تعالى « ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم » ولما

89

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست