responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 86


وعن ابن عباس رضي الله عنه قال ما يأتي على الناس من عام الا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنه حتى تحيا البدع وتموت السنن واما ان صاحبها ملعون على لسان الشريعة فلقوله عليه الصلاة والسلام من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعد من الاحداث الاستنان بسنة سوء لم تكن وهذه اللعنة قد اشترك فيها صاحب البدعة مع من كفر بعد ايمانه وقد شهد ان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حق لا شك فيها وجاءه الهدى من الله والبيان الشافي وذلك قول الله تعالى « كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق » إلى قوله « أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » إلى آخرها واشترك أيضا مع من كتم ما انزل الله وبينه في كتابه وذلك قوله تعالى « إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون » إلى آخرها فتأملوا المعنى الذي اشترك المبدع فيه مع هاتين الفرقتين وذلك مضادة الشارع فيما شرع لان الله تعالى انزل الكتاب وشرع الشرائع وبين الطريق للسالكين على غاية ما يمكن من البيان فضادها الكافر بأن جحدها جحدا وضادها كاتمها بنفس الكتمان لان الشارع يبين ويظهر وهذا يكتم ويخفي وضادها المبتدع بأن وضع الوسيلة لترك ما بين واخفاء ما اظهر لان من شأنه ان يدخل الاشكال في الواضحات من أجل اتباع المتشابهات لان الواضحات تهدم له ما بنى عليه في المتشابهات فهو آخذ في ادخال الاشكال على الواضح حتى يرتكب ما جاءت اللعنة في الابتداع به من الله والملائكة والناس أجمعين قال أبو مصعب صاحب مالك قدم علينا ابن مهدي يعني المدينة فصلى ووضع رداءه بين يدي الصف فلما سلم الإمام رمقه الناس بأبصارهم ورمقوا مالكا وكان قد صلى خلف الإمام فلما سلم قال من ها هنا من الحرس فجاءه نفسان فقال خذا صاحب هذا الثوب فاحبساه فحبس فقيل له إنه ابن مهدي فوجه إليه وقال له اما خفت الله واتقيته ان وضعت ثوبك بين يديك في الصف وشغلت المصلين

86

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست