responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 50


آية آل عمران في قوله « فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه » الآية فإنه ادخل رضي الله عنه الحرورية في الآيتين بالمعنى وهو الزيغ في إحداهما والأوصاف المذكورة في الأخرى لأنها فيهم موجوده فآية الرعد تشمل بلفظها لان اللفظ فيها يقتضي العموم لغة وإن حملناها على الكفار خصوصا فهي تعطى أيضا فيهم حكما من جهة ترتيب الجزاء على الأوصاف المذكورة حسبما هو مبين في الأصول وكذلك آية الصف لأنها خاصة بقوم موسى عليه السلام ومن هنا كان شعبة يسميهم الفاسقين أعني الحرورية لان معنى الآية واقع عليهم وقد جاء فيها « والله لا يهدي القوم الفاسقين » والزيغ أيضا كان موجودا فيهم فدخلوا معنى قوله « فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم » ومن هنا يفهم أنها لا تختص من أهل البدعة بالحرورية بل تعم كل من اتصف بتلك الأوصاف التي أصلها الزيغ وهو الميل عن الحق اتباعا للهوى وانما فسرها سعد رضي الله عنه بالحرورية لأنه انما سئل عنهم عل الخصوص والله اعلم لأنهم أول من ابتدع في دين الله فلا يقتضي ذلك تخصيصا واما المسؤول عنها أولا وهي آية الكهف فان سعدا نفى ان تشمل الحرورية وقد جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه فسر الأخسرين اعمالا بالحرورية أيضا فروى عبد بن حميد عن ابن الطفيل قال قام ابن الكواء إلى علي فقال يا أمير المؤمنين من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال منهم أهل حروراء وهو أيضا منقول في تفسير سفيان الثوري وفي جامع ابن وهب انه سأله عن الآية فقال له ارق إلى أخبرك وكان على المنبر فرقى إليه درجتين فتناوله بعصا كانت في يده فجعل يضربه بها ثم قال له علي أنت وأصحابك وخرج عبد بن حميد أيضا عن محمد بن جبير بن مطعم قال أخبرني رجل من بني أود ان عليا خطب الناس بالعراق وهو يسمع فصاح به ابن الكواء من أقصى المسجد فقال يا أمير المؤمنين من ( الأخسرين اعمالا ) قال أنت فقتل ابن الكواء يوم الخوارج ونقل بعض أهل التفسير ان ابن الكواء سأله فقال أنتم هل حروراء وأهل الرياء والذين يحبطون الصنيعة بالمنة فالرواية الأولى تدل على أن أهل حروراء بعض من شملته الآية ولما قال سبحانه في وصفهم « الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا » وصفهم بالضلال مع ظن الاهتداء دل على أنهم المبتدعون في أعمالهم عموما كانوا من أهل

50

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست