responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 49


وكذا فعل سائر المبتدعة حسبما يأتيك بحول الله ومنه روى عمرو بن مهاجر قال بلغ عمر بن عبد العزيز رحمه الله ان غيلان القدري يقول في القدر فبعث إليه فحجبه أياما ثم ادخله عليه فقال يا غيلان ما هذا الذي بلغني عنك قال عمرو بن مهاجر فأشرت إليه ألا يقول شيئا قال فقال نعم يا أمير المؤمنين ان الله عز وجل يقول « هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا » قال عمر أقرأ إلى آخر السورة « وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما » ثم قال ما تقول يا غيلان قال أقول قد كنت أعمى فبصرتني وأصم فأسمعتني وضالا فهديتني فقال عمر اللهم إن كان عبدك غيلان صادقا والا فأصله قال فأمسك عن الكلام في القدر فولاه عمر بن عبد العزيز دار الضرب بدمشق فلما مات عمر ابن عبد العزيز وأفضت الخلافة إلى هشام تكلم في القدر فبعث إليه هشام فقطع يده فمر به رجل والذباب على يده فقال يا غيلان هذا قضاء وقدر قال كذبت لعمر الله ما هذا قضاء ولا قدر فبعث إليه هشام فصلبه والثالث لان الحرورية جردوا السيوف على عباد الله وهو غاية الفساد في الأرض وذلك كثير من أهل البدع شائع وسائرهم يفسدون بوجوه من ايقاع العداوة والبغضاء بين أهل الاسلام وهذه الأوصاف الثلاثة تقتضيها الفرقة التي نبه عليها الكتاب والسنة كقوله تعالى « ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا » وقوله تعالى « إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا » وأشباه ذلك وفي الحديث ان الأمة تتفرق على بضع وسبعين فرقة وهذا التفسير في الرواية الأولى لمصعب بن سعد أيضا فقد وافق أباه على المعنى المذكور ثم فسر سعد بن أبي وقاص في رواية سعيد بن منصور ان ذلك بسبب الزيغ الحاصل فيهم وذلك قوله تعالى « فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم » وهو راجع إلى

49

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست