وإن كان دعاء فعامة ما جاء من دعائه عليه السلام بعد الصلاة مما سمع منه إنما كان يخص به نفسه دون الحاضرين كما في الترمذي عن على بن أبى طالب رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة رفع يديه الحديث إلى وقوله ويقول عند انصرافه من الصلاة اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت حسن صحيح وفي رواية أبى داود كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة قال اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت وخرج أبو داود كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر كلا صلاة اللهم ربنا ورب كل شئ أنا شهيد أن محمدا عبدك ورسولك اللهم ربنا ورب كل شئ أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة اللهم ربنا ورب كل شئ اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام اسمع واستجب الله أكبر الله أكبر الله نور السماوات والأرض الله أكبر الله أكبر حسبي الله ونعم الوكيل ولأبي داود في رواية رب أعني ولا تعن على وانصرني ولا تنصر على وأمكن لي ولا تمكن على واهدني ويسرى هداي إلى وانصرني على من بغى على إلى آخر الحديث وفي النسائي أنه عليه الصلاة والسلام كان يقول في دبر الفجر إذا صلى اللهم إني أسألك علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا وعن بعض الأنصار قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر الصلاة اللهم اغفر لي وتب على إنك أنت التواب الغفور حتى يبلغ مائة مرة وفي رواية أن هذه الصلاة كانت صلاة الضحى فتأملوا سياق هذا الأدعية كلها مساق تخصيص نفسه بها دون الناس فيكون مثل هذا حجة لفعل الناس اليوم إلا أن يقال قد جاء الدعاء للناس في مواطن كما في الخطبة التي استسقى فيها ونحو ذلك فيقال نعم فأين التزام ذلك جهرا للحاضرين في دبر كل صلاة ثم نقول إن العلماء يقولون في مثل الدعاء والذكر الوارد على أثر الصلاة إنه مستحب لا سنة ولا واجب وهو دليل على أمرين أحدهما أن هذه الأدعية لم تكن منه عليه السلام على الدوام .