فيه إذا حقيقية لا إضافية وعلى كل تقدير فهذا الوجه هو الذي قال به أكثر العلماء فلا نظر فيه بالنسبة إلى هذه الأمة وخرج سعيد بن منصور وإسماعيل القاضي عن أبى أمامة الباهلي رضى الله عنه أنه قال أحدثتم قيام شهر رمضان ولم يكتب عليكم إنما كتب عليكم الصيام فدوموا على القيام إذ فعلتموه ولا تتركوه فإن أناسا من بنى إسرائيل ابتدعوا بدعا لم يكتبها الله عليهم ابتغوا بها رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فعاتبهم الله بتركها فقال « ورهبانية ابتدعوها » الآية وفي رواية فإن ناسا من بنى إسرائيل ابتدعوا بدعة ابتغاء رضوان الله فلم يرعوها حق رعايتها فعاتبهم الله بتركها وتلا هذه الآية « ورهبانية ابتدعوها » الآية وهذا القول بقرب من قول بعض المفسرين في قوله « فما رعوها حق رعايتها » يريد أنهم قصروا فيها ولم يدوموا عليها قال بعض نقلة التفسير وفي هذا التأويل لزوم الإتمام لكل من بدأ بتطوع ونفل وأن يرعوه حق رعايته قال ابن العربي - وقذ زاغ عن منهج الصواب - من يظن أنها رهبانية كتبت عليهم بعد أن التزموها قال وليس يخرج هذا عن مضمون الكلام ولا يعطيه أسلوبه ولا معناه ولا يكتب على أحد شئ إلا بشرع أو نذر قال وليس في هذا اختلاف بين أهل الملل والله أعلم وهذا القول محتاج إلى النظر والتأمل إذا بنينا العمل على وفقه إذا أكثر العلماء على القول الأول فإن هذه الملة لا بدعة فيها ولا تحتمل القول بجواز الابتداع بحال للقطع بالدليل إذ كل بدعة ضلالة - حسبما - تقدم - فالأصل أن يتبع الدليل ولا عمل على خلافه ومعه ذلك فلا نخلي - بحول الله - قول أبى أمامة رضى الله عنه من نظر صحيح على وفق الدليل الشرعي وإن كان فيه بعد بالنسبة إلى ظاهر الأمر وذلك أنه عد عمل عمر رضى الله عنه في جمع الناس في المسجد على قارئ واحد في رمضان بدعة لقوله حين دخل المسجد وهم يصلون نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل .