responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 213


وإنما سميت بدعة على هذا الوجه لأمرين :
أحدهما يرجع إلى أنها بدعة حقيقية - كما تقدم - لأنها داخلة تحت حد البدعة والثاني يرجع إلى أنها بدعة إضافية لأن ظاهر القرآن دل على أنها لم تكن مذمومة في حقهم بإطلاق بل لأنهم أخلوا بشرطها فمن لم يخل منهم بشرطها وعمل بها قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم حصل له فيها أجر حسبما دل عليه قوله « فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم » أي أن من عمل بها في وقتها ثم آمن بالنبي صلى الله عليه بعد بعثه وفيناه أجره وإنما قلنا إنها في هذا الوجه إضافية لأنها لو كانت حقيقية لخالفوا بها شرعهم الذي كانوا عليه لأن هذا حقيقة البدعة فلم يكن لهم بها أجر بل كانوا يستحقون العقاب لمخالفتهم لأوامر الله ونواهيه فدل على أنهم فعلوا ما كان جائزا لهم فعله فلا تكون بدعتهم حقيقية لكنه ينظر على أي معنى أطلق عليها لفظ البدعة وسيأتي بعد بحول الله وعلى كل تقدير فهذا القول لا يتعلق بهذه الأمة منه حكم لأنه نسخ في شريعتنا فلا رهبانية في الإسلام وقال النبي صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس منى على أن ابن العربي نقل في الآية أربعة أقوال الأول ما تقدم والثاني أن الرهبانية رفض النساء وهو المنسوخ في شرعنا والثالث اتخاذ الصوامع للعزلة والرابع السياحة قال وهو مندوب إليه في ديننا عند فساد الزمان وظاهره يقتضى أنها بدعة لأن الذين ترهبوا قبل الإسلام إنما فعلوا ذلك فرارا منهم بدينهم وسميت بدعة والندب إليها يقتضى أن لا ابتداع فيها فكيف يجتمعان ولكن للمسألة فقد يذكر بحول الله وقيل إن معنى قوله تعالى « ورهبانية ابتدعوها » إنهم تركوا الحق وأكلوا لحوم الخنازير وشربوا الخمر ولم يغتسلوا من جنابة وتركوا الختان فما رعوها يعنى الطاعة والملة حق رعايتها فالهاء راجعة إلى غير مذكور وهو الملة المفهوم معناها من قوله « وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة » لأنه يفهم منه أن ثم ملة متبعة كما دل قوله « إذ عرض عليه بالعشي » على الشمس حتى عاد عليها الضمير في قوله تعالى « توارت بالحجاب » وكان المعنى على هذا القول ما كتبناها عليهم على هذا الوجه الذي فعلوه وإنما أمرناهم بالحق فالبدعة

213

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست