بل كانت تلك الكلمة عندهم ثالثة الشهادة فمن لم يؤمن بها أو شك فيها فهو كافر كسائر الكفار وشرع القتل في مواضع لم يضعه الشرع فيها وهو نحو من ثمانية عشر موضعا كترك امتثال أمر من يستمع أمره وترك حضور مواعظه ثلاث مرات والمداهنة إذا ظهرت في أحد قتل وأشياء كثيرة وكان مذهبه البدعة الظاهرية ومع ذلك فابتدع أشياء كوجوه من التثويب إذ كانوا ينادون عند الصلاة بتاصاليت الإسلام وبقيام تاصاليت وسوردين وباردي وواصبح ولله الحمد وغيره فجرى العمل بجميعها في زمان الموحدين وبقى أكثرها بعد ما انقرضت دولتهم حتى إني أدركت بنفسي في جامع غرناطة الأعظم الرضا عن الإمام المعصوم المهدى المعلوم إلى أن أزيلت وبقيت أشياء كثيرة غفل عنها أو أغفلت وقد كان السلطان أبو العلاء إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ابن على منهم ظهر له قبح ما هم عليه من هذه الابتداعات فأمر - حين استقر بمراكش - خليفته بإزالة جميع ما ابتدع من قبله وكتب بذلك رسالة إلى الأقطار يأمر فيها بتغيير تلك السنة ويوصى بتقوى الله والاستعانة به والتوكل عليه وأنه قد نبذ الباطل وأظهر الحق وأن لا مهدى إلا عيسى وأن ما ادعوه أنه المهدى بدعة أزالها وأسقط اسم من لا تثبت عصمته وذكر أن أباه المنصور هم بان يصدع بما به صدع وأن يرفع الحرف الذي رفع فلم يساعده الأجل لذلك ثم لما مات واستخلف ابنه أبو محمد عبد الواحد الملقب بالرشيد وفد إليه جماعة من أهل ذلك المذهب المتسمين بالموحدين فقتلوا منه في الذروة والغارب وضمنوا على أنفسهم الدخول تحت طاعته والوقوف على قدم الخدمة بين يديه والمدافعة عنه بما استطاعوا لكن على شرط ذكر المهدى وتخصيصه بالعصمة في الخطبة والمخاطبات ونقش اسمه الخاص في السكك وإعادة الدعاء بعد الصلاة والنداء عليها بتاصاليت الإسلام عند كمال الأذان وبتقام تاصاليت وهي إقامة الصلاة وما أشبه ذلك من سودرين ووقادري وأصبح ولله الحمد وغير ذلك وقد كان الرشيد استمر على العمل بما رسم أبوه من ترك ذلك كله فلما انتدب الموحدون إلى الطاعة اشترطوا إعادته ما ترك فأسعفوا فيه فلما احتلوا منازلهم أياما ولم