من وجهت عليه منهم سقط في يده وحكى في ذلك حكاية ظريفة يحسن موقعها ها هنا وتصور المذهب كاف في ظهور بطلانه إلا أنه مع ظهور فساده وبعده عن الشرع قد اعتمده طوائف وبنوا عليه بدعا فاحشة منها مذهب المهدى المغربي فإنه عد نفسه الإمام المنتظر وأنه معصوم حتى أن من شك في عصمته أو في أنه المهدى المنتظر كافر وقد زعم ذووه أنه ألف في الإمامة كتابا ذكر فيه أن الله استخلف آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا عليهم السلام وأن مدة الخلافة ثلاثون سنة وبعد ذلك فرق وأهواء وشح مطاع وهوى متبع وإعجاب كل ذي رأى برأيه فلم يزل الأمر على ذلك والباطل ظاهر والحق كامن والعلم مرفوع - كما أخبر عليه الصلاة والسلام - والجهل ظاهر ولم يبق من الدين إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه حتى جاء الله بالإمام فأعاد الله به الدين - كما قال عليه الصلاة والسلام بدئ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدئ فطوبى للغرباء وقال إن طائفته هم الغرباء زعما من غير برهان زائد على الدعوى وقال في ذلك الكتاب جاء الله بالمهدي وطاعته صافية نقية لم ير مثلها قبل ولا بعد وأن به قامت السماوات والأرض به تقوم ولا ضد له ولا مثل ولا ند وكذب تعالى الله عن قوله وهذا كما نزل أحاديث الترمذي وأبى داود في الفاطمي على نفسه وأنه هو بلا شك . وأول إظهاره لذلك أنه قام في أصحابه خطيبا فقال الحمد لله الفعال لما يريد القاضي لما يشاء لا راد لأمره ولا معقب لحكمه وصلى الله على النبي المبشر بالمهدي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يبعثه الله إذا نسخ الحق بالباطل وأزيل العدل بالجور مكانه بالمغرب الأقصى وزمانه آخر الأزمان واسمه اسم النبي عله الصلاة والسلام ونسبه نسب النبي صلى الله عليه وسلم وقد ظهر جور الأمراء وامتلأت الأرض بالفساد وهذا آخر الزمان والاسم الاسم والنسب النسب والفعل الفعل يشير إلى ما جاء في أحاديث الفاطمي فلما فرغ بادر إليه من أصحابه عشرة فقالوا هذه الصفة لا توجد إلا فيك فأنت المهدى فبايعوه على ذلك وأحدث في دين الله أحداثا كثيرة زيادة إلى الإقرار بأنه المهدى المعلوم والتخصيص بالعصمة ثم وضع ذلك في الخطب وضرب في السكك