فسكت ساعة ثم تكلم فقال والله لو كان الأمر كما تقول ما كان على أبى لهب من لوم ولا كان على الوحيد من لوم قال عثمان - في مجلسه - هذا والله الدين - قال معاذ - ثم قال في آخره فذكرته لوكيع فقال يستتاب قائلها فإن تاب وإلا ضربت عنقه ومثل هذا محكى لكن عن بعض المرموقين من أئمة الحديث فروى عن على بن المديني عن المؤمل عن الحسن بن وهب الجمحي قال الذي كان بيني وبين فلان خاص فانطلق بأهله إلى بئر ميمون فأرسل إلى أن ائتني فأتيته عشية فبت عنده قال فهو في فسطاط وأنا في فسطاط آخر فجعلت أسمع صوته الليل كله كأنه دوى النحل قال فلما أصبحنا جاء بغدائه فتغدينا قال وذكر ما بيني وبينه من الإخاء والحق قال فقال لي أدعوك إلى رأى الحسن قال وفتح لي شيئا من القدر قال فقمت من عنده فما كلمته بكلمة حتى لقى الله قال فأنا يوما خارج من الطريق في الطواف وهو داخل أو أنا داخل وهو خارج فأخذ بيدي فقال يا أبا عمر حتى متى حتى متى قال فلم أكلمه فقال مالي أرأيت لو أن رجلا قال « تبت يدا أبي لهب » ليست من القرآن ما كنت تقوله له قال فتنزعت يدي من يده قال على قال مؤمل فحدثت به سفيان بن عيينة فقال لي كنت أرى بلغ هذا كله قال على وسمعته أنا وأحمد بن قال حدثت أنا سفيان بن عيينة عن معلى الطحان ببعض حديثه فقال ما أحوج صاحب هذا الرأي إلى أن يقتل فانظروا إلى تجاسرهم على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كل ذلك ترجيح لمذاهبهم على محض الحق وأقربهم إلى هيبة الشريعة من يتطلب بها المخرج فيتأول لها الواضحات ويتبع المتشابهات وسيأتي والجميع داخلون تحت ذمها وربما احتج طائفة من نابتة المبتدعة على رد الأحاديث بأنها إنما تفيد الظن وقد ذم الظن في القرآن كقوله تعالى « إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس » وقال « إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا » وما جاء في معناه حتى أحلوا أشاء ما حرمها الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وليس