responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 145


شيء » وقوله « أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات » وحكى عن إبراهيم عليه السلام محاجته للكفار بقوله « فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي » الخ وفي الحديث حين ذكرت العدوي فمن أعدى الأول إلى غير ذلك من الأدلة فكيف يقال إنه من البدع وقول عز الدين ان الرد على القدرية وكذا غيرهم من أهل البدع من البدع الواجبة غير جار على الطريق الواضح ولو سلم فهو من المصالح المرسلة واما أمثلة البدع المحرمة فظاهرة واما أمثلة المندوبة فذكر منها احداث الربط والمدارس فإن عنى بالربط ما بنى من الحصون والقصور فقد قصدا للرباط فيها فلا شك ان ذلك مشروع بشرعية الرباط ولا بدعة فيه وان عنى بالربط ما بنى لالتزام سكناها قصد الانقطاع إلى العبادة لان احداث الربط التي شأنها ان تبنى تدينا للمنقطعين للعبادة في زعم المحدثين ويوقف عليها أوقاف يجري منها إلى الملازمين لها ما يقوم بهم في معاشهم من طعام ولباس وغيرهما لا يخلو أن يكون لها أصل في الشريعة أم لا فان لم يكن أصل دخلت في الحكم تحت قاعدة البدع التي هي ضلالات فضلا عن أن تكون مباحة فضلا عن أن تكون مندوبا إليها وإن كان لها أصل فليست ببدعة فإدخالها تحت جنس البدع غير صحيح ثم ان كثيرا ممن تكلم على هذه المسألة من المصنفين في التصوف تعلقوا بالصفة التي كانت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع فيها فقراء المهاجرين وهم الذين نزل فيهم « ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه » الآية وقوله تعالى « واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي » الآية فوصفهم الله بالتعبد والانقطاع إلى الله بدعائه قصدا لله خالصا فدل على أنهم انقطعوا لعبادة الله بدعائه قصدا لله لا يشغلهم عن ذلك شاغل فنحن انما صنعنا صفة مثلها أو تقاربها يجتمع فيها من أراد الانقطاع إلى الله ويلتزم العبادة ويتجرد عن الدنيا والشغل بها وذلك كان شأن الأولياء ينقطعون عن الناس ويشتغلون بإصلاح بواطنهم ويولون وجوههم شطر الحق فهم على سيرة من تقدم .

145

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست