وانما يسمى ذلك بدعة باعتبار ما بل هي سنه وأهلها متبعون للسنة فهي طريقة خاصه لأناس ولذلك لما قيل لبعضهم في كم تجب الزكاة قال على مذهبنا أم على مذهبكم ثم قال اما على مذهبنا فالكل لله واما على مذهبكم فكذا وكذا أو كما قال وهذا كله من الأمور التي جرت عند كثير من الناس هكذا غير محققه ولا منزله على الدليل الشرعي ولا على أحوال الصحابة والتابعين ولا بد من بسط طرف من الكلام في هذه المسألة بحول الله حتى يتبين الحق فيها لما أنصف ولم يغالط نفسه وبالله التوفيق وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة كانت الهجرة واجبة على كل مؤمن بالله ممن كان بمكة أو غيرها فكان منهم من احتال على نفسه فهاجر بماله أو شيء منه فاستعان به لما قدم المدينة في حرفته التي كان يحترف من تجارة أو غيرها كأبي بكر الصديق رضي الله عنه فإنه هاجر بجميع ماله وكان خمسة آلاف ومنهم من فر بنفسه ولم يقدر على استخلاص شيء من ماله فقدم المدينة صفر اليدين وكان الغالب على أهل المدينة العمل في حوائطهم وأموالهم بأنفسهم فلم يكن لغيرهم معهم كبير فضل في العمل وكان من المهاجرين من أشركهم الأنصار في أموالهم وهم الأكثرون بدليل قصة بني النضير فان ابن عباس رضي الله عنهما قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير قال للأنصار ان شئتم قسمتها بين المهاجرين وتركتم نصيبكم فيها وخلى المهاجرون بينكم وبين دوركم وأموالكم فإنهم عيال عليكم فقالوا نعم ففعل ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم غير أنه أعطى أبا دجانة وسهل بن حنيف وذكر أنهم فقراء وقد قال المهاجرون أيضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما رأينا قوما ابذل من كثير ولا أحسن من مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم يعني الأنصار لقد كفونا المؤنة وأشركونا في المهنأ حتى لقد خفنا ان يذهبوا بالأجر كله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم ومنهم من كان يلتقط نوى التمر فيرضها ويبيعها علقا للإبل ويتقون من ذلك الوجه ومنهم من لم يجد وجها يكتسب به لقوت ولا لسكنى فجمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في