هو من رأي الحسن فقال له رجل إنهم يروون عن الحسن خلاف هذا فقال إنما قلت لك هذا من رأيي الحسن يريد نفسه وقال محمد بن عبد الله الأنصاري كان عمرو بن عبيد إذا سئل عن شيء قال هذا من قول الحسن فيوهم أنه الحسن بن أبي الحسن وانما هو قوله واما الاختلاف من جهة كونه خارجا على أهل السنة أو غير خارج فلأن غير الخارج لم يزد على الدعوة مفسدة أخرى يترتب عليها إثم والخارج زاد الخروج على الأئمة وهو موجب للقتل والسعي في الأرض بالفساد وإثارة الفتن والحروب إلى حصول العداوة والبغضاء بين أولئك الفرق فله من الإثم العظيم أوفر حظ ومثاله قصة الخوارج الذين قال فيهم رسول الله صلى لله عليه وسلم يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وأخبارهم شهيرة وقد لا يخرجون هذا الخروج بل يقتصرون على الدعوة لكن على وجه ادعى إلى الإجابة لان فيه نوعا من الإكراه والإخافة فلا هو مجرد دعوة ولا هو شق العصا من كل وجه وذلك ان يستعين على دعوة بأولي الأمر من الولاة والسلاطين فإن الاقتداء هنا أقوى بسبب خوف الولاة في الايقاع بالآبي سجنا أو ضربا أو قتلا كما اتفق لبشر المريسي في زمن المأمون ولأحمد بن أبي دؤاد في خلافة الواثق وكما اتفق لعلماء المالكية بالأندلس إذ صارت ولايتها للمهديين فمزقوا كتب المالكية وسموها كتب الرأي ونكلوا بجملة من الفضلاء بسبب أخذهم في الشريعة بمذهب مالك وكانوا هم مرتكبين للظاهرية المحضة التي هي عند العلماء بدعة ظهرت بعد المائتين من الهجرة ويا ليتهم وافقوا مذهب داود وأصحابه لكنهم تعدوا ذلك إلى أن قالوا برأيهم ووضعوا للناس مذاهب لا عهد لهم بها في الشريعة وحملوهم عليها طوعا أو كرها حتى عم داؤها في الناس وثبتت زمانا طويلا ثم ذهب منها جملة وبقيت أخرى إلى اليوم ولعل الزمان يتسع إلى ذكر جملة منها في أثناء الكتاب بحول الله فهذا الوجه الوزر فيه أعظم من مجرد الدعوة من وجهين الأول الإخافة والاكراه بالاسلام والقتل والآخر كثرة الداخلين في الدعوة لان الأعذار والإنذار الأخروي قد لا يقوم له كثير من النفوس بخلاف الدنيوي . ولأجل ذلك شرعت الحدود