بحرف مصرخ بمعنى واحد هل وقع ذلك بغير علم ولا قصد حكمة أم بقصد حكمة فبينها لنا فما هو الا ان افتتحت هذا الكلام وانبسطت فيه وهو يتغير حتى اصفر آخرا من الوجل كما اسود أولا من الحقد ورجع أحد أصحابه الذي كان عن يمينه إلى آخر كان بجانبه وقال له ما هذا الصبي الا بحر زاخر من العلم ما رأينا مثله قط وهم ما رأوا واحدا به رمق الا أهلكوه لان الدولة لهم ولولا مكاننا من رفعة دولة ملك الشام ووالي عكا كان يحظينا ما تخلصت منهم في العادة أبدا وحين سمعت تلك الكلمة من إعظامي قلت هذا مجلس عظيم وكلام طويل يفتقر إلى تفصيل ولكن نتواعد إلى يوم آخر وقمت وخرجت فقاموا كلهم معي وقالوا لا بد ان تبقى قليلا فقلت لا وأسرعت حافيا وخرجت على الباب أعدو حتى أشرفت على قارعة الطريق وبقيت هناك مبشرا نفسي بالحياة حتى خرجوا بعدي وأخرجوا لي لايكي ولبستها ومشيت معهم متضاحكا ووعدوني بمجلس آخر فلم أوف لهم وخفت وفاتي وفي وفائي قال ابن العربي وقد قال لي أصحابنا النصرية بالمسجد الأقصى ان شيخنا أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي اجتمع برئيس من الشيعة الإمامية فشكا إليه فساد الخلق وان هذا الأمر لا يصلح الا بخروج الإمام المنتظر فقال نصر هل لخروجه ميقات أم لا قال الشيعي نعم قال له أبو الفتح ومعلوم هو أو مجهول قال معلوم قال نصر ومتى يكون قال إذا فسد الخلق قال أبو الفتح فهل تحبسونه عن الخلق وقد فسد جميعهم الا أنتم فلو فسدتم لخرج فأسرعوا به وأطلقوه من سجنه وعجلوا بالرجوع إلى مذهبنا فبهت وأظنه سمعها عن شيخه أبي الفتح سليمان بن أيوب الرازي الزاهد انتهى ما حكاه أبى العربي وغيره وفيه غنيه لمن عرج عن تعرف أصولهم وفي أثناء الكتاب منه أمثلة كثيرة القسم الثاني يتنوع أيضا وهو الذي لم يستنبط بنفسه وانما اتبع غيره من المستنبطين لكن بحيث أقر بالشبهة واستصوبها وقام بالدعوة بها مقام متبوعه