responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 101


واتبعوا ما تشابه من الكتاب بالنسبة إليه فلذلك قيل لهم « إن أنتم إلا في ضلال مبين » وقال تعالى « ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت » فكأن هؤلاء قد أقروا بالتحكيم غير أنهم أرادوا أن يكون التحكيم على وفق أغراضهم زيغا عن الحق وظنا منهم ان الجميع حكم وان ما يحكم به كعب بن الأشرف أو غيره مثل ما يحكم به النبي صلى الله عليه وسلم وجهلوا أن حكم النبي صلى الله عليه وسلم هو حكم الله الذي لا يرد وان حكم غيره معه مردود ان لم يكن جاريا عل حكم الله فلذلك قال تعالى « ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا » لان ظاهر الآية يدل على أنها نزلت فيمن دخل في الاسلام لقوله « ألم تر إلى الذين يزعمون » كذا إلى آخره وجماعة من المفسرين قالوا إنما نزلت في رجل من المنافقين أو في رجل من الأنصار وقال سبحانه « ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام » فهم شرعوا شرعة وابتدعوا في ملة إبراهيم عليه السلام هذه البدعة توهما ان ذلك يقربهم من الله كما يقرب من الله ما جاء به إبراهيم عليه السلام من الحق فزلوا وافتروا على الله الكذب إذ زعموا أن هذا من ذلك وتاهوا في المشروع فلذلك قال الله تعالى على أثر الآية « يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم » وقال سبحانه « قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله » فهذه فذلكة لجملة بعد تفصيل تقدم وهو قوله تعالى « وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا » الآية فهذا تشريع كالمذكور قبل هذا ثم قال « وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم » الآية وهو تشريع أيضا بالرأي مثل الأول ثم قال « وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم » إلى آخرها فحاصل الأمر أنهم قتلوا أولادهم بغير علم وحرموا ما أعطاهم الله من الرزق بالرأي على جهة التشريع فلذلك قال تعالى « قد ضلوا وما كانوا مهتدين » ثم قال تعالى بعد تعزيرهم على هذه المحرمات التي حرموها وهي ما في

101

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست