responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 100


إلى الواضح غير أن الهوى زاغ بمن أراد الله زيغه فهو في تيه من حيث يظن أنه على الطريق بخلاف غير المبتدع فإنه انما جعل الهداية إلى الحق أول مطالبه وأخر هواه إن كان فجعله بالتبع فوجد جمهور الأدلة ومعظم الكتاب واضحا في الطلب الذي بحث عنه فوجد الجادة وما شذ له عن ذلك فاما ان يرده إليه واما ان يكله إلى عالمه ولا يتكلف البحث عن تأويله وفيصل القضية بينهما قوله تعالى « فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه » إلى قوله « والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا » فلا يصح ان يسمى من هذه حاله مبتدعا ولا ضالا وان حصل في الخلاف أو خفى عليه اما أنه غير مبتدع فلأنه اتبع الأدلة ملقيا إليها حكمة الانقياد باسطا يد الافتقار مؤخرا هواه ومقدما لأمر الله واما كونه غير ضال فلأنه على الجادة سلك واليها لجأ فإن خرج عنها يوما فأخطأ فلا حرج عليه بل يكون مأجورا حسبما بينه الحديث الصحيح إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر وان أصاب فله أجران وان خرج متعمدا فليس على أن يجعل خروجه طريقا مسلوكا له أو لغيره وشرعا يدان به على أنه إذا وقع الذنب موقع الاقتداء قد يسمى استنانا فيعامل معاملة من سنه كما جاء في الحديث من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها الحديث وقوله عليه السلام ما من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن آدم الأول كفل منها لأنه أول من سن القتل فسمى القتل سنة بالنسبة إلى من عمل به عملا يقتدى به فيه لكنه لا يسمى بدعة لأنه لم يوضع على أن يكون تشريعا ولا يسمى ضلالا لأنه ليس في طريق المشروع أو في مضاهاته له وهذا تقرير واضح يشهد له الواقع في تسمية البدع ضلالات ويشهد له أيضا أحوال من تقدم قبل الاسلام وفي زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله تعالى قال « وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه » فإن الكفار لما أمروا بالانفاق شحوا على أموالهم وأرادوا أن يجعلوا لذلك الشح مخرجا فقالوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ومعلوم ان الله لو شاء لم يحوج أحدا إلى أحد لكنه ابتلى عباده لينظر كيف يعملون فقص هواهم على هذا الأصل العظيم

100

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست