نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 485
وأمّا حديث العشرة المبشرين بالجنّة فلا يمكن قبوله ؛ لأنّ من جملتهم طلحة والزبير اللذان شاركا في قتل عثمان بن عفان ، فكانا يؤلبان الناس على عثمان ، ممّا زاد في حدّة التوتر ما بين موقف الثوار المتشدد ، وعثمان الذي كان متصلباً في مواقفه تجاه مطالبهم ، حتى شددوا عليه قبضة الحصار ، الذي دام أربعين يوماً ، إلى أن انتهى ذلك بقتله . ونقل ابن شبة النميري ( ت 262 ه - ) في كتابه ( تاريخ المدينة ) عن الكلبي قال : « أرسل عثمان إلى علي رضي الله عنهما يقرئه السلام ويقول : إن فلاناً - يعني طلحة - قد قتلني بالعطش ، والقتل بالسلاح أجمل من القتل بالعطش . فخرج علي رضي الله عنه يتوكأ على يد المسور بن مخرمة حتى دخل على ذلك الرجل وهو يترامى بالنبل ، عليه قميص هروي ، فلما رآه تنحى عن صدر الفراش ورحب به فقال له علي رضي الله عنه : إن عثمان أرسل إلي أنكم قد قتلتموه بالعطش ، وإن ذلك ليس يحسن ، وأنا أحب أن تدخل عليه الماء . فقال : لا والله ولا نعمة عين ، لا نتركه يأكل ويشرب . فقال علي رضي الله عنه : ما كنت أرى أني أكلم أحداً من قريش في شيء فلا يفعل ! ! فقال : والله لا أفعل ، وما أنت من ذلك في شيء يا علي . فقام علي رضي الله عنه غضبان وقال : لتعلمن بعد قليل أكون من ذلك في شيء أم لا » [1] . وقال الشيخ المفيد : « ولما أبى عثمان أن يخلع نفسه تولى طلحة والزبير حصاره ، والناس معهما على ذلك ، فحصروه حصراً شديداً ، ومنعوه الماء ، فأنفذ إلى علي عليه السلام يقول : إنّ طلحة والزبير قد قتلاني بالعطش ، والموت بالسلاح