نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 45
« تكلم أبو بكر » بطريقة أقل حدّة وأجلب لاستمالة القلوب ؛ لأنه كان « أحلم » و « أوقر » من عمر ، ولكن لوجود نوع من الانسجام الخاص بينهما لم يترك في خطابه كلمة من الكلمات التي أعجبت عمر في تزويره إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت [1] . لقد تكلم أبو بكر في اجتماع السقيفة وشهد للأنصار بما احتجّوا به من الفضل وسابقتهم في الإسلام ونصرة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله : « ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل » ، لكن لم يكن هذا كافياً لتولي الخلافة ؛ لأن هذا الأمر - خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله - لم يعرف « إلاّ لهذا الحي من قريش » ، وهذه كانت حجة قوية لم يستطع الأنصار مجابهتها ؛ فإنّ قريشاً كانت « أوسط العرب نسباً وداراً » . ثم رتب أبو بكر على ذلك أثراً خطيراً واجتهد في اختيار خليفة للمسلمين « قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم » ، وأخذ بيد عمر بن الخطاب وبيد أبي عبيدة بن الجراح . لكن لم يكن اجتهاده آنذاك في محله ، فقد كره عمر هذا الأمر « لم اكره مما قال غيرها » ؛ لأنّ هناك في القوم من هو أفضل منه ! ، فكان أحب إليه أن يقدم فتضرب عنقه ولا يتأمر على قوم فيهم أبو بكر ، خوفاً من أن يقربه من ذلك إثم !
[1] تقدم ما أخرجه البخاري في صحيحه ، ج 8 ، ص 25 - 28 ، عن ابن عباس ، قال : « . . . فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني [ عمر ] وأوقر ، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل حتى سكت » .
45
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 45