نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 44
لا عليكم أن لا تقربوهم » وان يجتمعوا أيضاً ويختاروا لهم خليفة « اقضوا أمركم » ، فرفض عمر بن الخطاب نصيحتهم بشدة وأكدّ ذلك بقسمه على إتيانهم « والله لنأتينهم » . ثم انطلقوا بعد ذلك حتى أتوا « سقيفة بني ساعدة » ، فإذا زعيم الأنصار مزّمل بين ظهرانيهم ، لم يمنعه مرضه من حضور اجتماع السقيفة والتفكير بأخذ البيعة لنفسه ، ولم يجامل خطيب الأنصار إخوانه من المهاجرين ، بل خاطبهم باسم قومه متهماً إياهم بأنهم يخططون للانقضاض على الأمر وتهميش دور الأنصار « أنتم معشر المهاجرين رهط ، وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ، وان يحضنونا من الأمر » ، فلم يعجب الحديث عمر بن الخطاب ، الذي كان معروفاً بالحدة [1] ، فأراد أن يجيبه ، وكان قد زوّرَ في الطريق مقالة أعجبته [2] ، فتدارك الأمر أبو بكر ؛ لوقوفه على أن هذا الأسلوب سيزيد المسألة تعقيداً ، فقال له : « على رسلك » ، فسكت ؛ لأنه كره أن يغضبه ، ثم
[1] لا يستطيع أي باحث في التاريخ الإسلامي أن ينكر الحدة والإقدامات الجريئة لعمر بن الخطاب ، ومن الأمثلة على ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه في عدة مواضع ، منها : ج 1 ص 37 ، عن ابن عباس ، قال : « لما اشتد بالنبي [ صلى الله عليه وآله ] وجعه ، قال : ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللغط ، قال [ صلى الله عليه وآله ] : قوموا عنى ، ولا ينبغي عندي التنازع » ، وله مواقف جريئة أخرى كإنكاره موت النبي صلى الله عليه وآله وكسره سيف الزبير ، ودفعه في صدر المقداد ، وتوعده من لجأ إلى بيت فاطمة عليها السلام ، فانظر : السنن الكبرى : ج 3 ، ص 395 ، دار الفكر . البداية والنهاية : ج 11 ، ص 183 ، تحقيق : علي شيري ، ط 1 ، 1408 - 1988 م ، دار إحياء التراث العربي - بيروت . [2] تقدم ما أخرجه البخاري في صحيحه ، ج 8 ، ص 25 - 28 ، عن ابن عباس ، قال : « . . . فلما سكت أردت [ عمر ] أن أتكلم ، وكنت زوّرتُ مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر ، وكنت اداري منه بعض الحد ، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر : على رسلك ، فكرهت أن أغضبه . . . » .
44
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 44